عاجل

الجامعة العربية تدق ناقوس الخطر: ليبيا على شفا صراع جديد
تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف عن “فضحية” يوم أحداث 7 أكتوبر
تفاعل على إقامة ممر شرفي لمحمد صلاح في معسكر منتخب مصر
مورينيو يصدم جماهير الأهلي المصري
السفارة البريطانية تصالح المصريين بعد أزمة الحواجز الأمنية.. ماذا فعلت؟
ماكرون: محاولات التهجير أو الضم لن توقف الاعتراف بفلسطين
بكين تستعد لليوم المشهود الذي سيكون فيه زعيمها محط انزار العالم 
صحفي يسأل ترامب عن رد فعله على شائعة وفاته.. شاهد كيف أجاب
بعد رحيل ريبييرو.. الأهلي يكلف هذا الشخص بأعمال المدير الفني
وليد صلاح الدين مديرًا للكرة بالأهلي والنحاس قائمًا بأعمال المدير الفني
بعد انتقاله لليفربولإيزاك: “ممتن إلى الأبد” لنيوكاسل
ممر شرفي من منتخب مصر لمحمد صلاح أفضل لاعب في إنجلترا
استعدادا لمباراة إثيوبيا منتخب مصر يتدرب علي ملعب السلام
عبد العاطي لنظيره السلوفاكي:استعادة الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا عبر حل الدولتين
ريبيرو: فخور بالفترة التي قضيتها مع الأهلي

حينما أعدم نابليون شيخا مصريا وأثار غضب “أم الدنيا”

كتب / رضا اللبان

تبدو الصورة الشائعة عن نابليون بونابرت في حملته على مصر “1798 – 1801” متناقضة. هذا الغازي كان له دور هام في إزالة الغبار عن حضارة مصر الفرعونية، وكان في نفس الوقت عنيفا ودمويا.

حينما أعدم نابليون شيخا مصريا وأثار غضب "أم الدنيا"

في الغالب يتم التركيز على الجانب المضيئ، ويجري تجاهل جانبه المظلم جزئيا أو كليا. بونابرت في أذهان الكثيرين، بطل كبير على الرغم من قصر قامته، وقائد عسكري فذ، أقام إمبراطورية شاسعة مثل الإسكندر الأكبر.

أبحر بونابرت إلى مصر في عام 1798 بجيش يتكون من 35 ألف محارب، واصطحب معه 160 عالما وفنانا. هذه المجموعة الثانية أسهمت في رسم صورة إيجابية عنه. صورة تكاد تخفي الجانب الدموي والقمع الوحشي الذي ارتكبته قواته بقيادته وبأوامره المباشرة.

نزل نابليون أوائل يوليو عام 1798 بقواته بالقرب من الإسكندرية، وسيطر على المدينة بسرعة، ثم توجه إلى القاهرة واقتحمها في 21 يوليو.

كان بونابرت وجنوده يعتقدون أن المصريين سيرحبون بالفرنسيين الغزاة بحفاوة ويستقبلونهم بالأحضان كمحررين، كما فعل البولنديون والبلجيكيون والألمان والإيطاليون في أوروبا.

على الرغم من أن الحملة الفرنسية حررت مصر بالفعل من سيطرة المماليك وأزالت العبء الثقيل الذي استمر لقرون عديدة، إلا أن المصريين بعد فترة تسامح قصيرة، نظروا للفرنسيين على أنهم محتلون غزاة. لم تنجح أساليب الخداع التي اتبعها نابليون في تعمية المصريين بدغدغة عواطفهم الدينية وذر الرماد في عيونهم.

بعد أن انتصر على قوات المماليك ونجح في إبعادهم، بدأ بونابرت وقادته في تنفيذ مشروع السيطرة على مصر وإقامة نظام جديد فيها. لتوفير متطلبات جيشه عمل على جمع الأموال من المصريين. هذه العملية لم تتمكن من جمع الأموال الكافية فلجأ نابليون وقادته إلى الترهيب والابتزاز.

اعتقل الفرنسيون الشخصية السياسية صاحبة النفوذ في الإسكندرية الشيخ محمد كريم واقتيد إلى القاهرة. اتهم بالخيانة العظمى من دون دليل، وعرض عليه إطلاق سراحه مقابل فدية قدرها 300 ألف فرنك من الذهب. لم تنجج المساومة. نابليون أمر بقطع رأس محمد كريم وعرضه على الناس في شوارع القاهرة. نفذ الأمر في 6 سبتمبر. الفرنسيون لم يعثروا على أي أموال للضحية، وكان يعد من الأثرياء الكبار.

أصيب العديد من سكان القاهرة بالصدمة لإعدام كريم، وزادت هذه الجريمة في غضب المصريين ونفورهم من لفرنسيين. بعد هذه الجريمة التي كانت بمثابة درس للأثرياء الآخرين، جمع الفرنسيون حوالي 4 ملايين فرنك، وجرد الكثيرون بعد ذلك من ممتلكاتهم وأموالهم من دون مقدمات.

جنود نابليون في حملته المصرية، كانوا في غاية الفرح والسرور بالغنائم التي نهبوها في معركة الأهرام التي جرت في 21 يوليو 1798. كان المماليك في العادة يحملون معهم ذهبهم أينما ذهبوا. وكانت سيوفهم مرصعة بالأحجار الكريمة وبالذهب والفضة.

عمل بونابرت على سحق كل محاولة مقاومة مصرية بلا رحمة. اندلعت ثورة القاهرة  الأولى فجر 21 أكتوبر 1798. خرجت حشود من آلاف المصريين إلى شوارع القاهرة وقاموا بمهاجمة الفرنسيين. قتل حاكم القاهرة الجنرال دوبوي ما إن خرج لمعرفة ما يجري.

اتسع نطاق الثورة ولم يتمكن نابليون بونابرت من العودة سريعا من جولته التفقيدية للتحصينات خارج المدينة. تولى الجنرال “بون” قيادة القوات الفرنسية بعد مقتل “دوبوي”. صب نيران المدافع على مركز الثورة الرئيس، الجامع الأزهر.

بحلول مساء 22 أكتوبر، نجحت القوات الفرنسية في قمع الثائرين وتفريقهم وسيطرت على الجامع الأزهر. قتل في تلك الثورة 3000 مصري مقابل 300 فرنسي. الفرنسيون قاموا في 6 نوفمبر 1798 بإعدام ستة من قادة الثورة. هذا هو الوجه الآخر لنابليون بونابرت في مصر.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net