كتبت / سلوى لطفي
أعلن البنك الأهلى المصرى افتتاح أول فروعه بالمملكة العربية السعودية خلال الشهر الجارى، وذلك بعد حصوله على عدم ممانعة البنك المركزى السعودى على مزاولة العمل المصرفى فى المملكة عبر فرعه فى العاصمة
وأكد الأتربى أن حرص البنك على الحضور الفعلى بالمملكة السعودية من خلال افتتاح فرع له، يهدف إلى خدمة الشركات العاملة بالمملكة والتعاون فى مختلف المجالات، مؤكداً أن الفرع يقدم مجموعة متنوعة من الخدمات التى تلبى احتياجات العملاء من خلال خدمات مصرفية مقدمة للشركات، إضافة إلى عمليات تمويل التجارة بمختلف أنواعها، إذ يطمح البنك من خلال هذا الفرع إلى دعم الشركات والمستثمرين لتحقيق أهدافهم المصرفية.
وتأتى خطوة افتتاح فرع البنك الأهلى المصرى بالرياض فى توقيت شديد الأهمية يعكس عمق العلاقات الاقتصادية المصرية السعودية، ويمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون المصرفى بين البلدين، إذ إن المملكة السعودية تعد من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، ووجود بنك مصرى بحجم البنك الأهلى فى سوقها المالية يفتح آفاقًا أوسع أمام الشركات والمستثمرين على الجانبين.


هذه الخطوة ليست مجرد توسع جغرافى، بل يمكن أن تتطور إلى قصة نجاح اقتصادية مهمة إذا تم إطلاق حزمة من المبادرات المصرفية التكاملية التى تلبّى احتياجات السوقين السعودية والمصرية معاً، مثل إنشاء منصات تمويل مشترك للمشروعات الكبرى بين القاهرة والرياض، وتقديم منتجات مصرفية متخصصة لتمويل التجارة الثنائية، وتسهيل خدمات التحويلات والاستثمار للمصريين العاملين فى المملكة، إلى جانب تطوير أدوات مالية جديدة تتماشى مع رؤية السعودية 2030 وتدعم مشاركة المؤسسات المصرية فى تنفيذ المشروعات الكبرى فى المملكة.
ومن المنتظر أن يسهم افتتاح الفرع فى تعزيز تدفقات رؤوس الأموال بين البلدين، وتوسيع فرص التعاون فى مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا، إضافة إلى دعم الأنشطة التجارية للمصدرين والمستوردين، وخدمة الشركات السعودية الراغبة فى التوسع داخل السوق المصرية، كما يُتوقع أن يسهم الفرع الجديد فى تنشيط حركة التحويلات المالية للعاملين المصريين بالمملكة، وتقديم خدمات مصرفية أكثر سرعة وكفاءة لهم، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المصرى.
ويمكن لهذه الخطوة أن تتحول إلى نموذج ناجح للتكامل الاقتصادى العربى إذا جرى البناء عليها بإنشاء شبكة تعاون مصرفى مصرى سعودى تتبادل فيها المؤسسات التمويل والخبرة، وتعمل على توحيد الأنظمة التقنية والمنتجات المالية، بما يعزز التنافسية الإقليمية ويمنح العملاء تجربة مصرفية متكاملة عابرة للحدود.
وبذلك يشكّل فرع البنك الأهلى المصرى بالرياض إضافة نوعية إلى شبكة فروعه الخارجية، وخطوة استراتيجية نحو بناء محور مصرفى وتجارى قوى بين القاهرة والرياض، يترجم الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، ويربط بين قوة مصر البشرية ورأس المال السعودى، ويحوّل التوسّع الخارجى إلى أداة تنمية داخلية.