كتب د / حسن اللبان
تساءلت وسائل إعلام صينية كيف يمكن أن يتعثر مسار التعاون حول المقاتلة J-10 بهذه السرعة، رغم ظهورها المميز في مصر. فخلال العام الماضي، شاركت سبع طائرات J-10 إلى جانب طائرة النقل Y-20 في أول مناورة جوية مشتركة بين الجانبين، وحلّقت فوق أهرامات الجيزة مطلقةً ستة ألوان دخانية تجسد رمزية الصداقة المصرية-الصينية، ما جعل كثيرين يعتقدون أن الصفقة باتت شبه محسومة.
وتناولت تقارير إعلامية كثيرة آنذاك أن هذا الاستعراض لم يُظهر فقط نضج قدرات J-10 واستقرارها، بل اعتُبر أيضاً رسالة واضحة على تقدم المحادثات التجارية بين الجانبين. لكن ما لبث أن أعلنت مصر عن اتفاق كبير مع الولايات المتحدة لشراء أسلحة بقيمة 4.67 مليارات دولار (حوالي 33.2 مليار يوان)، في خطوة عاكست كل التوقعات.
وتساءلت عن خلفيات هذا التحول المفاجئ الذي فتح الباب أمام العديد من علامات الاستفهام: أكان نتيجة حسابات واقعية لدى القاهرة، أم ثمرة ضغوط خارجية أجبرتها على إعادة توجيه بوصلتها؟
المقاتلة الصينية J-10C كانت بالنسبة لمصر خياراً جذاباً وعملياً. فالقوات الجوية المصرية تعاني منذ سنوات من تقادم جزء كبير من أسطول مقاتلاتها من طراز إف-16، إذ خرجت عشرات الطائرات من الخدمة، فيما لم يعد الباقي مناسباً لمهام القتال الحديثة، لا سيما الاشتباكات خلف مدى الرؤية. أما خيار التوسع في مقاتلات “رافال”، فكان مكلفاً للغاية، إذ يصل سعر الطائرة الواحدة إلى نحو 250 مليون دولار.
على النقيض، قدّمت J-10C نفسها كحل عالي الكفاءة ومنخفض التكلفة. فهي مزودة برادار صفيف ممسوح إلكترونياً متطور، وتعمل مع صاروخ PL-15E بمدى يقارب 145 كيلومتراً، بما يتفوق على نظيراته الأميركية. كما أن تكلفة تشغيلها في الساعة لا تتجاوز 12 ألف دولار، وهي أقل من ثلث تكلفة تشغيل “رافال”.


وما شدّ مصر أكثر هو عرض الصين آلية دفع مرنة تسمح بتسديد جزء من ثمن الصفقة عبر رسوم عبور قناة السويس— ترتيب بالغ الجاذبية لدولة تعاني نقصاً في احتياطاتها من النقد الأجنبي، وفق ما أوردته وسائل الإعلام الصينية. مضيفة أنه مع توقيع الاتفاق الأولي في أغسطس 2024، بدا أن J-10C على وشك دخول السوق الشرق أوسطية لأول مرة























































