عاجل

زيادة جديدة على أسعار الغاز الطبيعي في مصر
مباحثات مصرية تركية بالدوحة لتعزيز الشراكة ودعم فلسطين
قرب بدء إسرائيل عمليتها البرية في مدينة غزة
الجيش الإسرائيلي يقصف مبنيين شاهقين في غزة.. وغارات مكثفة تشعل حريقا هائلا
قصة فيلم تألق فيه عمر الشريف ومنع من العرض 11 عاما
إيران تعتزم تقديم اقتراحات وحلول في قمة الدوحة تتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية
فيديو منسوب لـ”سرب مقاتلات مصرية في سماء الدوحة”.. ما حقيقته؟
ملك إسبانيا يرد على دعوة السيسي بزيارة رسمية
مصر تعزز احتياطي الذهب بمضبوطات الشرطة
قطر.. قمة عربية إسلامية للرد على إسرائيل
تونس: انطلاق سفينتين من أسطول “الصمود” من ميناء بنزرت باتجاه غزة
مسلسلات تركية: الموسم الثاني من “المدينة البعيدة”.. هل سيصمد حب عليا وجيهان رغم العقبات
قمة عربية إسلامية لدعم قطر بعد الهجوم الإسرائيلي والدوحة تؤكد استمرار وساطتها لإنهاء حرب غزة
أول تعليق من محمد صلاح بعد الفوز القاتل على بيرنلي
قضية هزت مصر.. الأمن يكشف مفاجأة جديدة في وفاة أحمد الدجوي

«إخلاص» أقدم سكان العوامات تودع النيل بعد 25 عاما

كتب  /  رضا اللبان

كانت السيدة «إخلاص حلمي» أقدم سكان عوامات النيل تنتظر حتى آخر وقت على أمل السماح لها بالبقاء والحياة على ضفاف النيل الذي قضت معه ربع قرن، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فرحلت اليوم من عوامتها التي كافحت سنوات طويلة للعيش بها.

مشاهد مؤثرة أثناء توديع السيدة إخلاص

قبلات وأحضان في مشهد مؤثر، جاءت من رجل ربته السيدة إخلاص منذ صباه، قبل أيديها وحضنها بشكل جنوني وهو يبكي، لم يصدق فراقها فكان يودع أمه وذكرياته الجميلة معاها.

«مبقاش عندها مكان» هكذا بدأ وليد الصياد كلماته الحزينة، مع تقبيل يدها وكأنها أمه التي ربته وهو صغير.

يحكي وليد  أن الحاجة إخلاص عرفها وهو صبي وكان يعمل صيادا بإحدى المراكب الصغيرة، فهي سيدة تعطف على جميع الناس فمن يأتي إليها تعامله معاملة الأبناء رغم أنها ليس لديها أولاد، يحبها أكثر من والدته فكان يصعب عليه رؤيتها بهذا الشكل بعد توديعها لبيتها الذي كانت تعتبره روحها وحياتها.

يطمئن عليها يوميا من بلكونة العوامة

جاء عندما سمع بما حدث وودعها ببكاء شديد لم يتخيل أنها سترحل بعيدا عنه، فكان ينادي عليها يوميا عندما كان صغيرا لتفتح بلكونة العوامة ويطمئن عليها، «بتعاملني زي ابنها اللى عاوزه باخده من الثلاجة بدون استياء»، بعد ترك مهنة الصياد لأنها «مبتأكلش عيش» وذهب للعمل في صيانة المراكب.

كرمها الزائد جعله يحبها مثل والدته

كان يأتي لها لعمل الصيانة التي تحتاجها في العوامة لم يكن يحتاج منها مقابلا ماديا على ما يفعله ولكنها كانت كريمة رغم معاشها الصغير، لم تكن على استعداد للتعامل مع هذا الوضع الجديد، فكانت تحلم بوفاتها في العوامة لأنه بيتها منذ 25 عاما قائلا: «كانت بتقول انا عاوزة أموت هنا».

كان أغلبية الصيادين يبعدونه عن المراكب ليعمل بعيدا عنها ولكن كانت تناديه للصيد بالقرب منها لعله يجد رزقا فيها، وكان الطعام والشراب تعطي لهم دون طلب أو مقابل وكانت تدخلهم بيتها خوفا عليهم من أشعة الشمس.

وبكلمات الحزن يختتم وليد أنه لم ير سيدة في مثل طيبتها ومروءتها، فكانت تربي أكثر من 700 قطة.

حكاية النجار مع السيدة إخلاص

«أتمنى ربنا يرحمها وتتوفى ومتتعذبش» هكذا بدأ بحبح نجار إخلاص الذي يعمل لديها منذ 50 عاما وهو يبكي بكلماته المؤثرة، فحياتها وحبها وروحها في النيل، باعت ثلاث منازل لتسكن بالعوامة ونامت على رصيف النيل في غرفة صغيرة قائلا: «عشان تعيش في النيل»، جددت العديد من الأشياء لتلاءم حيواناتها الأليفة وطيورها الجميلة.

كان يطلب منها أن تذبح من البط الذي تربيه فكانت ترد بكلمات كلها قائلة: «دول أولادي لا يمكن أن أذبح شئ أربي»، فكانت ظروفها المادية غير جيدة في الفترة الأخيرة ومعاشها لم يتعد 3 آلاف جنيه يكفي علاجها لأنه باهظ الثمن، ويبحث عن صيدليات يباع العلاج بها بأرخص الأسعار حتى يكفيها معاشها.

50 عاما لحظات ومواقف عاشها النجار مع السيدة إخلاص

يقول بحبح: عاشرتها 50 عاما وأزورها يوميا فهي مثل أختي لأنها عطفت عليه وأنا شاب منذ كان عمري 22 عاما فكانت متبنية مصاريف أبنائي الصغار وكانوا يذهبون إليها ويجلسون معاها وكانت تحبهم للغاية، تعرفت عليها في منطقة الزمالك وأسير بعجلة وبدأت في صناعة وزخرفة كافة الديكورات.

كان يزورها العديد من الفنانين والمخرجين، وليس لديها أبناء وزوجها توفي وبقت في العوامة لوحدها فكانت علاقاتها بالناس محورها تربية الحيوانات، كانت تحب أن ترسلهم لشراء أكل الحيوانات وإطعامهم بذاتها قائلا: «كانت سيدة برنسيسة»، ولكن اليوم ذهبت ولن يراها مجددا.

 

 

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net