كتب /حسن اللبان
السيدة بهيجة حافظ إبنة ىالإسكندرية من عائلة مرموقة مشهوره , حيث ولدت بحى محرم بك بالإسكندرية سنة 1908 م , وكان والدها هو (إسماعيل محمد حافظ) ناظر الخاصة السلطانية فى عهد السلطان (حسن كامل ) وخالها لاهو (إسماعيل صدقى) رئيس وزراء مصر سابقا , ولقد إشتهرت السيدة بهيجة حافظ بعدة مواهب حيث كانت ممثلة ومخرجة وكاتبة وموسيقية فى آن واحد .
وفى سنة 1925 تزوجت من أمير إيرانى لم يكن يحب الموسيقى , وعليه إنفصلا وعادت بهيجة حافظ إلى الإسكندرية مرة أخرى , وبعد وفاة والدها إنتقلت للعيش فى القاهرة , وفى عام 1930 م حصلت على دبلوم فى التأليف الموسيقى من كونسرفتوار باريس , وألفت الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام المصرية التى شاركت فيها , ولقد درست أيضا الإخراج والمونتاج فى برلين , كما كانت تجيد العزف على البيانو .
ولقد أسست بهيجة حافظ أول نقابة للمهن الموسيقية فى سنة 1937 م , كما قامت بالتمثيل فى عدد من الأفلام المصرية , وأخرجت فيلم (ليلى بنت الصحراء) الذى شاركت فى كتابة السيناريو له أيضا , وكانت بهيجة حافظ صاحبة أول إسطوانة موسيقية ظهرت فى السوق عام 1926 م بإسم (بهيجة) .
وجدير بالذكر أنها كانت لها صالون ثقافى فى عام 1959 م داخل قصرها المجاور لقصر هدى شعراوى بالقاهرة , وكان من بين حضوره الموسيقار محمد القصبجى , والشاعر على الجنبلاطى , وروحية القلينى .
وفى أواخر حياة بهيجة حافظ التى كانت مليئة بالشهرة والنجاحات , ظلت طريحة الفراش لسنوات طويلة لا يطرق بابها إلا القليل من معارفها , حتى إكتشف الجيران وفاتها بعد يومين من حدوث الوفاة , وقد شيعت إلى مثواها الأخير دون أن يمشى فى جنازتها أحد من الفنانيين , ودفنت فى مدافن الأسرة بالقاهرة , وللأسف لم يكتب لها أحد نعى ولو صغير فى الصحف أو حتى إقامة عزاء لها ليلا كعادة المصريين .
ورحلت بهيجة حافظ فى صمت يشبه صمت أعماق القبور لا حس ولا خبر , بعد أن عاشت شبابها بين الأضواء والنجاح والشهرة , وهى التى جعلت من بيتها مزارا لمحبى الفن والأدب والموسيقى , وأسلمت الروح لبارؤها فى عام 1983 م