عاجل

سباق الهدافين.. بعد هدف صلاح “بوكر” بتوقيع “الرجل الآلي”
السيسي يتابع التطورات الإيجابية التي تمر بها المفاوضات الحالية للتوصل إلى هدنه في غزة
“الكرة في ملعب نتنياهو”.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار
خبير بريطاني يكشف عواقب دخول القوات الغربية إلى أوكرانيا
حركة “حماس” أبلغت الوسطاء القطري والمصري بموافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كشف تفاصيل جريمة مقتل شابة تعمل في أحد الفنادق في بيروت
الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ “عملية محدودة النطاق” في شرقي مدينة رفح
فوائد البروكلي..ما أبرز الأمراض التي يساعد في الوقاية منها؟
غارات إسرائيلية على مناطق تلقّت أوامر إخلاء في رفح واستنفار مصري تحسبا لعملية عسكرية
إسرائيل تدعوا إلى إخلاء “فوري” للأحياء الشرقية في رفح
لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
طالب يواجه تهماً جنائية بعد تكبيل معلمته وصفعها
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية وذلك رداً على “تهديدات” وُصفت بالمستفزة من قادة غربيين لموسكو
تحليل مخدرات لمغني المهرجانات عصام صاصا لدهسه شاباً وقتله..
رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة وآخر يردعه بأعجوبة

( بائع السعادة)

كتب  / د /  مجدى عوض
اقترب مني صبي ابن تسع يرتدي أطمارا باليةويحمل على كتفه عصا شد بها بعض أكياس (غزل البنات) وبصوت ضعيف يخضعه الذل الموروث والإنكسار الأليم قال: غزل البنات ياباشا…… حلاوة يابيه……
فنظرت إلى وجهه الصغير وتأملت عينيه الغائرتين المكحولتين بأخيلة التعاسة والفاقة، وفمه المفتوح قليلا كأنه جرح في صدر متوجع، وشفتين يابستين تحركهما ارتعاشات اليأس وعنقا تتردد فيه حشرجة الكلمات مصحوبة بأنين عميق متقطع وبصوت يبثه الأستعطاف وذراعيه النحيلتين وقامته الصغيرة المهزولة كأنها غصن من الورد الأصفر الذابل بين الأعشاب النضرة، تأملت كل هذه الأشياء مظهرا شفقتي بابتسامات هي أمر من الدموع، تلك الابتسامات التي تنشق من أعماق قلوبنا وتظهر على شفاهنا ولو تركناها وشأنها لتصاعدت وانسكبت من مآقينا….. ثم ابتعت منه بعض أكياس الحلواء، و بغيتي ابتاع محادثته لأنني شعرت بأن من وراء نظراته المحزنة قلبا صغيرا ينطوي على فصل من مأساة الفقراء الدائم تمثيلها على ملعب الأيام…. وقل من يهتم بمشاهدتها لأنها موجعة ولما خاطبته بكلمات لطيفة استأمن واستأنس ونظر الي مستغربا لأنه مثل أترابه الفقراء لم يتعود غير خشن الكلام من اؤلئك الذين ينظرون غالبا إلى صبية الأزقة كأشياء قذرة لا شأن لها وليس كنفوس صغيرة مكلومة بأسهم الدهر وسألته قائلا : ما اسمك؟…. فأجاب وعيناه مطرقتان إلى الأرض………
اسمي عماد………
من أين؟…… قال من بني سويف…..
أين والدك؟……… فهز رأسه الصغير كمن يجهل معنى الوالد……… أدركت أن الطفل يتيم………
تجرعت مسامعي هذه الكلمات القليلة من فم الصبي وامتصتها عواطفي مبتدعة صورا واشباحا غريبة محزنة لطفل صار فريسة بين أظفار التعاسة والشقاء……… كنت افكر واتخيل هذه الأشياء والصبي ينظر إلى كأنه رأي بعين نفسه الطاهرة……. إنسحاق قلبي……. ولما أراد الإنصراف أمسكت بيده قائلا له : أنت رجل مكافح عظيم……… وقد أنارت كلمات التعزية وجهه المصفر مثلما تنير أشعة الغروب اللطيفة خلايا الغيوم……….. وغادرني مبتسما تاركا في ضلوعي شعلة ملتهبة ملأت أحشائي بدخان الأوجاع ومرارة الألم……

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية