عاجل

مصر تعلن اكتشاف مقابر أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني في أسوان
انطلاق قمة “بريكس” في ريو دي جانيرو اليوم بمشاركة بوتين
# التسامح صفة نبيلة وقيمة إنسانية عظيمة
الزعيم يظهر.. صورة عادل إمام في زفاف حفيده تشعل الفرحة بين الجمهور
حكم البكاء على الإمام الحسين في عاشوراء وما الاختلاف بين السنّة والشيعة؟
5 أطعمة «سامة» لا يُنصح بأن يأكلها الأطفال
لماذا غاب رونالدو عن جنازة ديوغو جوتا ؟
الموساد يغرد باللغة الفارسية عن شائعات وفاة خامنئي
طعن وإشعال نار وصراخ أطفال.. إليكم ما حدث بجريمة مروعة ارتكبتها سيدة
عادل إمام يطل بعد غياب طويل.. صورة من زفاف حفيده
طريقة مبتكرة لعلاج الجيوب الأنفية دون الحاجة للأدوية
تكتم إسرائيلي على استهداف إيران 5 قواعد عسكرية
متحدث الحرس الثوري يتوعد برد “ساحق” إذا وقع أي هجوم جديد على إيران
كيف استخدم ملوك مصر القديمة الفن “أداة حكم” سياسية ودينية؟
“قتال الإمام الحسين بـ70 رجل”.. ابنة صدام حسين تنشر فيديو لوالدها وما قاله بذكرى عاشوراء

( بائع السعادة)

كتب  / د /  مجدى عوض
اقترب مني صبي ابن تسع يرتدي أطمارا باليةويحمل على كتفه عصا شد بها بعض أكياس (غزل البنات) وبصوت ضعيف يخضعه الذل الموروث والإنكسار الأليم قال: غزل البنات ياباشا…… حلاوة يابيه……
فنظرت إلى وجهه الصغير وتأملت عينيه الغائرتين المكحولتين بأخيلة التعاسة والفاقة، وفمه المفتوح قليلا كأنه جرح في صدر متوجع، وشفتين يابستين تحركهما ارتعاشات اليأس وعنقا تتردد فيه حشرجة الكلمات مصحوبة بأنين عميق متقطع وبصوت يبثه الأستعطاف وذراعيه النحيلتين وقامته الصغيرة المهزولة كأنها غصن من الورد الأصفر الذابل بين الأعشاب النضرة، تأملت كل هذه الأشياء مظهرا شفقتي بابتسامات هي أمر من الدموع، تلك الابتسامات التي تنشق من أعماق قلوبنا وتظهر على شفاهنا ولو تركناها وشأنها لتصاعدت وانسكبت من مآقينا….. ثم ابتعت منه بعض أكياس الحلواء، و بغيتي ابتاع محادثته لأنني شعرت بأن من وراء نظراته المحزنة قلبا صغيرا ينطوي على فصل من مأساة الفقراء الدائم تمثيلها على ملعب الأيام…. وقل من يهتم بمشاهدتها لأنها موجعة ولما خاطبته بكلمات لطيفة استأمن واستأنس ونظر الي مستغربا لأنه مثل أترابه الفقراء لم يتعود غير خشن الكلام من اؤلئك الذين ينظرون غالبا إلى صبية الأزقة كأشياء قذرة لا شأن لها وليس كنفوس صغيرة مكلومة بأسهم الدهر وسألته قائلا : ما اسمك؟…. فأجاب وعيناه مطرقتان إلى الأرض………
اسمي عماد………
من أين؟…… قال من بني سويف…..
أين والدك؟……… فهز رأسه الصغير كمن يجهل معنى الوالد……… أدركت أن الطفل يتيم………
تجرعت مسامعي هذه الكلمات القليلة من فم الصبي وامتصتها عواطفي مبتدعة صورا واشباحا غريبة محزنة لطفل صار فريسة بين أظفار التعاسة والشقاء……… كنت افكر واتخيل هذه الأشياء والصبي ينظر إلى كأنه رأي بعين نفسه الطاهرة……. إنسحاق قلبي……. ولما أراد الإنصراف أمسكت بيده قائلا له : أنت رجل مكافح عظيم……… وقد أنارت كلمات التعزية وجهه المصفر مثلما تنير أشعة الغروب اللطيفة خلايا الغيوم……….. وغادرني مبتسما تاركا في ضلوعي شعلة ملتهبة ملأت أحشائي بدخان الأوجاع ومرارة الألم……

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية