بقلم / عبد الحليم سعيد
حاجات الإنسان متنوعه ومتدرجه ومتجدده : منها الحاجات الضروريه ، الحاجات الاساسيه ، الحاجات الكماليه بدرجاتها المختلفه من كماليات اصبحت مهمه ، الى كماليات جماليه ، الى كماليات استعراضيه ، الى كماليات استفزازيه ، الى كماليات مسرفه ، الى كماليات مستهتره : الناس تتعامل مع هذا التنوع حسب مستوى الدخول ، كل واحد يشتري في حدود طاقته …
★في العقود الاخيره نشطت حمى الاستهلاك ، وانتشر فيروس الاستهلاك بشكل وبائي : تزايد حجم الاستهلاك والشراء بحجه تشجيع الانتاج ، ورفع مستوى المعيشه ، ورفع مستوى الجمال في كل شيء : اصبح هناك انفاق شديد على السلع الترفيهية ، و الكماليات فأصبح دخل الانسان العادي لا يكفي لشراء كل ما يريد ، فيضطر البعض الى اساليب اخرى لارضاء الزوجه ولارضاء الاولاد سواء بالاستدانه او بالتقسيط ، وهذا يورط الاسره في ضغوط ماليه كبيره جدا …
★ سادت حٌمى الاستهلاك ، انتشرت حٌمى الاستهلاك ، وفيروس الاستهلاك بين الناس على مستوى العالم كله واهم من ذلك هو تلك الوسائل الشرسه للدعايه لتنشيط الاستهلاك تَستبيح في كل الدول ما يليق ، وما لا يليق ما ينتظر مع القيم وما يهدم هذه القيم ، تستخدم الايحاءات الجنسي بشكل صارخ ، تستخدم المغريات بالتجميل ونشر صور بالغه الجمال للشعر بعد شامبو معين وللبشره بعد كِريمات معينه ، والتغيير المستمر لانواع الكماليات ، والموبايلات ، والسيارات وغيرها ويا سلام لو غيرت الموبايلات كل سنه وغيرت السيارات كل سنه وغيرت الملابس كل سنه وكل موسم ، لتكون مع الموضه حتى تكون اجمل واجمل واجمل هذه الوسائل تصب صبا عميقا وعنيفا في عقول الاطفال والشباب والنساء و كثير من الرجال : لذلك بدأ الصراع يشتد بين الدخل والاستهلاك ، وبدأ الانسان يلهث ليزيد دخله من اجل ان يوفر الكماليات التي يريدها …
★لذلك زاد الضغط النفسي والضغط الاجتماعي وزاد اللجوء الى الوسائل غير المشروعه: ابتعدنا عن الاعتدال ابتعدنا عن الوسطيه ابتعدنا عن الاستهلاك الرشيد ليتنا نعود عن ذلك بل من الضروري ان نعود حتى نخفف عن انفسنا ما ادخلنا انفسنا فيه بغير ضروره …
★ نحن في مواسم و اعياد وفيها رمضان الكريم ومواسم التجهيز لهذه المناسبات فهل يا ترى نعتدل ونستهلك بشكل رشيد ونبتعد عن الاسراف : وهل ندرب ابنائنا على ذلك : رمضان شهر الصيام وليس شهر الطعام : والمواسم فرصه للتلاقى والتقارب والتواصل وليست للاسراف والاستهلاك غير الرشيد …
★ارجوكم تأملوا هذه المقولات : // لا تشتري اليوم ما لا تحتاجه حتى لا تبيع غدا ما تحتاجه // الجنس والايحاءات الجنسيه في الاعلانات تجعلك تبيع اكثر // وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم نحن قوم لا ناكل الا اذا جُعنا واذا اكلنا لا نشبع // وتذكر ان الدكتور احمد زويل رحمه الله بعد “نوبل” ظهر في التلفزيون وفي يده تليفون زراير قديم نوكيا 330 مضى عليه اكثر من 20 عاما وظهرت بعده اجيال واجيال واجيال وهو لم يغير التليفون لانه يؤدي له ما يحتاجه منه : نحتاج بشده الى العوده الى الاستهلاك الرشيد الذي يعتمد على ما نحتاجه فعلا وليس على ما يتوفر في الأسواق او ما تضخه الدعايه ليل نهار.























































