بقلم دكتورة / أميرة النبراوي
لمّا نظرتُ إلى عمري وحياتي، لم أجد فيهما طريقًا واحدًا لم يمرّ من عينيك.
كنتَ الحكاية التي جاءت بلا موعد،
والدفء الذي دخل حياتي من غير استئذان…
ورغم ازدحام الأيام بي، لم يتّسع قلبي سوى لك.
كنتُ أبحث عن شيء أستند إليه…
عن حضنٍ يهدأ فيه خوفي،
وكلمة تُنقذني من كل ما سقط فوق روحي من تعب.
فجئتَ أنت.
جئتَ بلمساتك الرقيقة التي أيقظت أنوثتي،
وبنظراتك التي علّمت قلبي كيف يُحبّ من جديد.
غصتُ معك في أعماقٍ لم أعرفها من قبل،
وأبحرتُ في مشاعرك حتى رست مراكبي
بين حنايا قلبك ودفءِ حضورك.
وكنتَ، ولا تزال،
النهر العذب الذي يتدفّق حين تقترب،
والعاصفة التي تهدأ حين تلمس يداك وجعي،
والزلزال الذي هزّ روحي بعد صمتٍ طويل.
أهديتُك نبضي…
واحتفظتَ به كما لو كان آخر كنوزك.
وحدك أنت طبعتَ ملامحك على صفحة قلبي،
وحدك استطعت أن تكتب اسمك على سطرٍ
لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه.
كنتُ أتساءل دائمًا:
هل يُولد الحب فجأة؟
أم أن القدر يخبّئ لبعض القلوب
لحظة واحدة تكفي لتغيّر العمر كله؟
لكنّي أدركت الحقيقة…
حين نظرتُ إليك آخر مرة
ورأيت كل سنواتي
في تلك الليلة…
اقتربتَ منّي بخطواتٍ تشبه الوداع،
لكنّ صوتك كان مليئًا بالحب الذي يشبه الرجاء.
قلتَ لي:
“إن ضاعت كل الطرق…
فأنا أعرف طريقًا واحدًا لا يضيع:
قلبك.”
ابتسمتُ، وفي الروح ارتجافة لم أفهمها…
ثم وضعتَ يدك على صدري،
وكأنك تعيد ترتيب نبضي بلمستك.
لكنّي كنتُ أعرف…
كنتُ أشعر أن العمر يودّعني بهدوء.
لم أُرِد أن أقول شيئًا،
لم أُرِد أن أُثقِل قلبك بالبكاء.
فاكتفيتُ بأن أمسكت يدك
وقلتُ لك بصوتٍ خافت:
“إن تأخّرَت روحي… فابحث عنها فيك.”
وابتسمتُ…
ابتسامة حبّ لا تشبه الوداع،
بل تشبه الطمأنينة التي تمنحها امرأة
لرجلٍ أحبّته حتى آخر نبضة.
ثم أغمضتُ عيني…
وأنا مطمئنة أن آخر شيءٍ رأيته في الدنيا
كان ملامحك التي سكنت قلبى .
























































