عاجل

مصر.. الدولار والذهب يرتفعان والبورصة تسجل مستويات قياسية
البيت الأبيض: محمد بن سلمان يزور واشنطن في 18 نوفمبر الحالي
القبض على داعية إسلامي شهير في مصر بعد هجومه على المتحف الكبير
إدارة ترامب تضغط للسماح بمرور 200 عنصر من مقاتلي حماس محتجزين في الأنفاق
# قلبٌ لم يمت
الأهلي يواصل نزيف النقاط بالتعادل السلبي أمام المصري
بيراميدز يقتحم المركز الرابع بثنائية أمام الاتحاد
محافظ كفرالشيخ يترأس اجتماع المجلس الإقليمي للصحة
الرئيس الأمريكي يُعرب عن اعتقاده بأن أيام مادورو رئيسًا لفنزويلا باتت معدودة
افتتاح فرع لبنك مصر جيبوتي دعمًا للشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين
التعليم: الدولة حريصة على نقل التجربة التعليمية اليابانية إلى إفريقيا
ترامب يتهم روسيا والصين بإجراء تجارب نووية دون الإعلان عنها
تركيا تستضيف وزراء دول إسلامية في إسطنبول لبحث تطورات غزة
الرئيس الإيراني يُعرب عن أمله في تعزيز العلاقات بين طهران والجزائر
طائرات إسرائيلية تضرب جنوبي لبنان

# قلبٌ لم يمت

بقلم دكتورة / أميرة النبراوي

غدًا عيد الحب…
وأنا أتهيأ له كما اعتدت منذ سنين طويلة.
أزيّن البيت بالورود والشموع…
وأعدّ ما يحبّه أولادي وأحفادي…
ويبدو كل شيء جميلًا، منيرًا بالحب لأسرتي التي عشت من أجلها.
لكنّي أعرف…
أن الجمال الحقيقي الذي كان يملأ روحي
غاب عن هذا البيت منذ رحل حبيبي وتوأم روحي…
أول وآخر الرجال.
من لمس يدي أول لمسة… وأول رعشة حب…
وجعلني أعرف أن نبضي يمكن أن يعلو هذا الحد.
معه عرفت طعم الحياة… والحب… والاشتياق.
سافرنا إلى لبنان وتركيا…
وذهبنا معًا لحفلات أم كلثوم…
وكانت سينما قصر النيل و«جروبّي» أجمل ذكرياتي…
لحظات تمنّيت أن تبقى معي لآخر عمري.
يومها أمسك كتفي وقال:
«أنتِ سيّدة النساء»…
فصدّقت.
لأن عيناه قالتا ذلك قبل الكلمات.
وحين حملتُ أول أبنائي…
شعرت أنّ الله أهداني العالم كاملًا بين يديّ.
سنوات عشتها معه…
كل ليلة فيها كانت عرسًا من الشوق والعشق…
أتوسد قلبه… وأتغطى بحنانه.
لكن القدر…
لا يمنح السعادة كاملة.
مرض فجأة…
ورحل أمام عيني…
ورحلت روحي معه.
في عزّ حزني… رأيتُ أولادي الثلاثة يلتصقون بثيابي،
يهربون من الزمن إلى صدري.
دموعهم كانت تخبرني…
أنني لم أعد أملك رفاهية الانهيار.
ضممتهم بقوة…
وأقسمت بيني وبين نفسي
أن أكون لهم الحياة…
بعد أن حُرموا من الحياة التي كانت معنا.
أيام طويلة…
عمل في الصباح…
وتربية وسهر في الليل…
أشرح درسًا… أمسح دمعة… أزرع أملاً.
نجحوا… تفوّقوا…
وكبروا أمام عيني
كأنهم يسرقون العمر من يدي.
حتى جاء ذاك اليوم…
يوم دعاني القدر من جديد.
زفافُ ابنةِ صديقتي…
وقفت أمام المرآة أتأملني،
وقلت لنفسي: ما زلت جميلة…
بقلبي الجميل الذي لم يعرف يومًا حقدًا أو كرهًا.
نعم… أنا جميلة.
لكن السنين تركت فوق الوجنتين حكايات
لا تراها إلا القلوب المتعبة.
رأيته هناك…
مراد.
صافحني بخشوع…
وكأن يده تمسح غبار الزمن عن قلبي.
سألني عن حياتي… عن أولادي…
وأخبرني أن زوجته رحلت أيضًا.
كان في صوته حنان
لا يشبه سوى حبيبي الراحل.
لمست في عينيه أمانًا افتقدته طويلًا.
رتّبنا لقاء يبدو كأنه صدفة
لكي يرى ابنه ابنتي…
لكن روحي كانت تعلم
أن القدر يبتسم.
أُعجب ابنه بابنتي،
وتُوّج الحب بزواج يليق بمن صبروا كثيرًا.
سافروا… وامتلأ بيتي بالفرح من جديد.
أما أنا…
فأعيش الآن حيرتي…
بين قلبٍ انتفض للحياة…
وعقلٍ يذكرني بأن الأم لا يحق لها أن تحلم
بعد أن وهبت أحلامها لأولادها.
مراد يعيدني إلى نفسي…
إلى أنوثتي التي اختبأت
خلف لقب «الأم» سنوات طويلة.
يحكي… فأصمت.
يقترب… فيرتجف النبض.
هل أقول له: نعم؟
هل أخون ذكرى من كان عمري؟
أم أن الوفاء…
أن أبقى في حضن الذكرى حتى النهاية؟
غدًا عيد الحب…
وأعرف أن أولادي سيأتون…
وسأظهر لهم الفرح…
وأخفي رعشة سؤال
لا جواب له حتى الآن:
هل يحق لقلبي أن يحب… مرة أخرى؟
يا الله… كم تمنّيت أن أرتاح…
لكن قلبي لم يمت…
وما زال يطالبني
بحقّه الأخير في الحياة.
وربما يكون…
أروع ما في عيد الحب.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net