عاجل

مقابل 14 مليوناً.. لامين يامال يشتري قصر بيكيه وشاكيرا من أجل نيكول
زاخاروفا لماكرون: احمِ المتاحف بدل إرسال الجنود إلى كييف
رئيس وزراء إثيوبيا: نحذر إريتريا من الحرب
الشاي.. مشروب الأجداد الذي انطلق من الصين قبل أكثر من 5000 عام
الأهلي يعرض مليون دولار لضم هداف الدوري السويدي
الزمالك يعد إدوارد بصرف دفعة من مستحقات اللاعبين قبل السوبر
نتنياهو: التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة قبل اتخاذ أي إجراءات عسكرية جديدة مهم
واشنطن أخبرت إسرائيل بأنها لا ترى خرقا للاتفاق من قبل حماس يستوجب ردا
ملتقى توظيفي مميز بكلية الصيدلة جامعة طنطا يجمع كبرى شركات الأدوية ويؤكد على جاهزية طلابها لسوق العمل.
وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة فى زيارة مفاجأة لمدرسة الشيخ زايد الثانوية بنات
تقرير إسرائيلي يتحدث عن رسالة عسكرية مصرية لإثيوبيا عبر الصومال
الاستخبارات الروسية : فرنسا تستعد لإرسال قوة عسكرية إلى أوكرانيا
مدرب منتخب مصر المساعد يهدد بالانسحاب من كأس العرب
منى زكي تتألق بفستان زهير مراد في هوليوود
مشرع جديد يربط إسرائيل ومصر

«حين التقيتُ الأمل» …… قصة قصيرة

بقلم دكتورة / أميرة النبراوي

«حين التقيتُ الأمل»

لم يكن الأمل لديها
مجرّد فكرة تُواسي بها نفسها عند الانكسار، ولا كلمة تلمّع بها حوافّ الألم حين يشتدّ عليها الليل. كان شيئًا حيًّا؛ روحًا تسير معها خفيةً، تلازم ظلّها، وتُقيم في صدرها كموطن لا تراه، لكنّها آمنت بوجوده أكثر مما آمنت بكل ما رأته عيناها. عاشت به… وله… ولأجله. ورغم الصمت الذي كان يحاصرها من كل الجهات، كانت تُحادثه كمن يخاطب كائنًا يسمعه، يشفق عليه من شدّة تعلّقه. كانت تُلقي عليه أسرارها، شكوكها، رجاءاتها، تبكي إليه، وتبتسم له، وتستعيد صوته الذي لم تسمعه يومًا، لكنها عرفته بقلبها، كأنها وُلدت وعرفت نبرته قبل أن تعرف صوتها. كان الأمل لها كحبيبٍ لا يراها الناس، لكنها تجلس معه كل مساء، تشاركه قهوتها الصامتة، وتفرد له في قلبها مقعدًا من نور. تمنّت لو تراه يومًا بجانبها، لا يقول شيئًا، لا يتدخّل، فقط… يكون. كانت تريد أن تُثبت وجوده في العالم الملموس، أن تكتب كلماته على الجدران، على مرآتها، بجانب سريرها، أمام نافذتها، كي لا يجرؤ اليأس يومًا أن يُقنعها أنه كان وهمًا جميلًا لا أكثر. لكن بينهما كان ثمّة جدار… جدار لا يُرى، لكنه يُوجِع. جدارٌ لم تفهم إن كان من صنعها، أم من صنع القدر، أم أنه كان ابتلاءً جميلًا لتظلّ تبحث. كانت تراه وتشعر به، لكنه ينساب من بين أصابعها كضوءٍ لا يُمسك. ومع ذلك، بقي. بقي رغم كل شيء، كأنه هو من تعهّد بحراستها حتى تصل. سنواتٌ وهي تنتظر… تعدّ الليالي كما تُعدّ أمٌّ دقات قلب طفلها المريض، تُقلّب بين اليأس والإيمان، تسقط وتنهض، وتقاوم وتبكي وتصلي، دون أن تعرف متى سيهوي الجدار، لكنها أيقنت أنه سيأتي يوم، يومٌ ينشقّ فيه الصبح عن معجزة صغيرة، وتلتقي به. وحين جاء ذلك اليوم… لم تشعر به في البداية، بل سرت في قلبها رعشة غريبة، كأن روحًا ما دعتها للعبور. خرجت. الطريق كان موحلًا، شاقًا، لا يشبه الطرق التي تُفضي إلى الفرح، بل تلك التي تسبق الفجر بقليل… حين يتردّد القلب: يكمل أم يعود؟ لم تكن قدماها المتعبتان تُؤلمانها بقدر قلبها الحافي فوق صخور الذكرى. كل شيء فيها كان مرهقًا، كل نفسٍ يخرج منها كان يشبه نجاة مؤقّتة من الغرق. ومع ذلك… كانت تمضي، لأن شيئًا في داخلها كان يقول: واصلي، فالضوء لا يأتي لمن يقفون. وحين اقتربت من نهاية الطريق، رفعت عينيها… فرأته. لم يكن صورة ولا خيالًا ولا وهمًا صنعه الحنين. كان نورًا يتشكّل في هيئةٍ ما، تشبه الإنسان… وتشبه الحلم… وتشبه ما تمنّته منذ أول وجع. واقفًا، لا يقترب ولا يبتعد، كأنه كان ينتظر اللحظة التي تصبح فيها رؤيته ممكنة. لم تسأل: من أنت؟ لم تفكّر: أهذا حقيقي؟ كل الأسئلة سقطت من رأسها كما يسقط الثلج في دفء الربيع. ركضت. ركضت كما يركض طفلٌ لطمأنينة صدرٍ يعرفه قبل أن يولد. وحين وصلت إليه، لم يتكلّم. لم تحتج للكلمات. كان الصمت بينهما أعمق من لغة البشر، وأشدّ امتلاءً من الكلام. شعرت بذراعٍ من نور يلتف حول روحها قبل جسدها، وشعرت أنها ليست تعانقه… بل تعود إليه. وفي تلك اللحظة، لم يأتِها صوت من الخارج، بل نَبَض في داخلها، كأنه نُطق من قلبها قبل عقلها: “لقد وصلتِ.” لم تفهم هل هي التي وصلت إليه… أم هو الذي جاء أخيرًا ليُعلن حضوره. أدركت فقط أن كل وجعٍ مرّ بها، كل دمعة، كل ليلةٍ ظنّت فيها أنها تنكسر، كانت خطوات مرسومة بعناية لتقودها إلى هذه اللحظة. لحظةٌ لا تشبه لقاء العاشقين في القصص… بل تشبه لقاء الروح بما كُتب لها منذ أول نبضة. وحين رفعت عينيها إلى عينيه، لم تجد إجابة، بل وجدت احتمالًا… وعدًا… نافذةً تركها القدر مفتوحة. هل كان الأمل؟ هل كان هو؟ هل كان الاثنان شيئًا واحدًا منذ البداية؟ لم تعرف. ولم يُغلق هو باب المعرفة. ابتسم فقط… ابتسامةً جعلت العالم من حولها يصمت، كأن اللحظة كادت تتحوّل إلى أبديّة… لولا أن القدر يحب أن يترك للقلب شيئًا يتساءل عنه. وظلّت هناك، بين يقين اللقاء وغموض الحقيقة، تلتقط أنفاسها، وتحمد الطريق الذي قادها، وتفكر… هل عاد الأمل ليبقى، أم ليعلمها كيف تجده داخل روحها كل مره؟ بسنوات عمرها التى مرت ومعاناه لايتحملها بشر.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net