كتب د / حسن اللبان
طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ممارسة ضغوط على مصر لوقف ما وصفه بـ”تعزيز قدراتها العسكرية” في شبه جزيرة سيناء، بحسب ما أفاد به مسؤول أميركي ومسؤولون إسرائيليون، اليوم السبت.
وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى في تصريحات أوردتها القناة 12، إن التعزيزات المصرية في سيناء تحوّلت إلى “نقطة توتر رئيسية إضافية” بين الجانبين. وأفادوا بأن اتصالات مباشرة بين تل أبيب والقاهرة لم تحقق أي تقدم، ما دفع إسرائيل إلى التوجه لواشنطن.
وخلال لقائه وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في القدس، الإثنين الماضي، عرض نتنياهو ما اعتبره أنشطة مصرية تمثل “انتهاكات جوهرية لاتفاق السلام”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي الضامن الرئيسي للاتفاق.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، أقامت القاهرة بنى تحتية عسكرية في مناطق يُسمح فيها فقط بوجود أسلحة خفيفة، ووسعت مدارج في قواعد جوية بسيناء لتكون صالحة لمقاتلات، وشيدت منشآت تحت الأرض يُقدّر أنها قد تُستخدم لتخزين صواريخ. وأضافوا أنه “لا توجد أدلة على أن الصواريخ مخزّنة بالفعل، لكن السلطات المصرية لم تقدّم توضيحًا مقنعًا بشأن هذه المنشآت”.
كما يعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن حجم انتشار الجيش المصري في سيناء “أكبر بكثير” مما وافقت عليه إسرائيل في التفاهمات الثنائية خلال العام الأخير. وأضاف أحدهم: “ما يفعله المصريون في سيناء خطير للغاية ونحن قلقون جدًا”.
وأشاروا كذلك إلى أن الوضع تفاقم مع تقليص القوة متعددة الجنسيات بقيادة أميركية لطلعات المراقبة الجوية فوق سيناء، ما قلّص قدرتها على متابعة التطورات. في المقابل، نفى مسؤول مصري الادعاءات الإسرائيلية، وأكد أن إدارة ترامب لم تثر القضية مع القاهرة في الآونة الأخيرة.
وينص اتفاق السلام المصري–الإسرائيلي على تقسيم سيناء إلى ثلاث مناطق: منطقة A قرب قناة السويس وتُسمح فيها فرقة عسكرية كاملة، منطقة B حيث يُسمح فقط بحرس حدود بأسلحة خفيفة، ومنطقة C الملاصقة لإسرائيل وغزة وتُعتبر منزوعة السلاح، ولا يُسمح فيها سوى بوجود شرطة مسلحة بأسلحة فردية.
ويأتي ذلك في ظل المخاوف المصرية التي تعززت خلال العامين الماضيين من سعي إسرائيل إلى دفع الفلسطينيين من غزة إلى سيناء. وقد عززت القاهرة قواتها على الحدود، وأعلنت أن تدفق اللاجئين الفلسطينيين سيُعتبر “تهديدًا للأمن القومي”، وحذرت القاهرة من أي خطوة إسرائيلية قد تمس باتفاق السلام.
ويُشار إلى أن السيسي وجّه، في خطاب من الدوحة بعد الهجوم العدواني الإسرائيلي على قطر قبل نحو أسبوعين، رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين، محذرًا من أن حكومة نتنياهو “تعرض معاهدة السلام للخطر وتمنع تطبيعًا إضافيًا مع دول المنطقة”. كما أثارت تصريحات مصرية عن نية القاهرة الدفع نحو تشكيل قوة عربية مشتركة ردًا على الغارة ذاتها، قلقًا متزايدًا في إسرائيل بشأن توجهات السياسة المصرية.