كتبت / منى حمدي
يعتبر التواصل حجر الأساس في حياة الإنسان، إذ يمكّنه من تبادل المعلومات، والتعبير عن المشاعر، وبناء العلاقات. ومع ذلك، كثيرا ما تظهر صعوبات تعيق التفاعل الفعّال بين الأفراد.

يشير الدكتور سيرغي لونيوشين، عالم النفس المتخصص في العلاج المعرفي السلوكي، إلى أن صعوبات التواصل غالبا ما تنشأ بسبب عدم توافق اهتمامات المحاورين. فعندما لا يثير موضوع المحادثة اهتمام أحدهم، يفقد الحوار معناه لكليهما. كما يؤدي رغبة أحد الطرفين في الحديث عن تجاربه، بينما يريد الآخر الاستماع فقط، إلى سوء فهم.

ويضيف: “يسبب هذا إحباطا للطرف الآخر، وقد يؤدي إلى سوء فهم أو انزعاج. في مثل هذه الحالات، من المهم تطوير مهارات التواصل وتعلم التعبير عن الأفكار بوضوح”.
ويشير لونيوشين أيضا إلى مشكلة شائعة أخرى، وهي عدم القدرة على الإنصات؛ فمقاطعة الشخص المتحدث أو تجاهله يزعزع الثقة والتفاهم المتبادل. وغالبا ما تنشأ الخلافات عندما تختلف القيم، لذلك من المفيد البحث عن نقاط مشتركة أو تغيير موضوع الحديث.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون لدى الشخص مسبقا صورة سلبية عن الطرف الآخر قبل بدء التواصل، كما أن السلوك الفظ يعيق الانفتاح والصدق في الحوار. لذلك يُنصح في مثل هذه الحالات بتحديد حدود السلوك المقبول واتخاذ قرار بشأن مواصلة التواصل.
وعموما، بحسب العالم، هناك أسباب عديدة لصعوبة التواصل؛ من السمات الشخصية إلى الظروف الخارجية. لذا فإن فهم هذه الأسباب يساعد على التعامل بوعي أكبر مع الآخرين، وتطوير مهارات التواصل، وتجنب مواقف الصراع. ويجب أن نعلم أن التواصل الفعّال يتطلب جهدا من كلا الطرفين: الانفتاح والاحترام والاستعداد للحوار.