بقلم / رضا اللبان
في زحمة الحياة وضغوطها، قد ننسى أن معنا على هذا الكوكب مخلوقات ضعيفة لا تملك من أمرها شيئًا… لا تعرف كيف تطلب طعامًا أو شرابًا، ولا تستطيع الشكوى إن جاعت أو عطشت. هذه الكائنات وُضِعَت بين أيدينا أمانة، واختبر الله بها قلوبنا.
لماذا العطف على الحيوان واجب إنساني وديني؟
الرحمة بالحيوان ليست رفاهية، بل هي مقياس لرقّة القلب ونقاء الضمير. وقد قال رسول الله ﷺ:
“في كل كبدٍ رطبة أجر”
أي أن الإحسان لكل كائن حي فيه حياة – إنسانًا كان أو حيوانًا – هو عبادة يُثاب عليها المسلم.
كما روى البخاري ومسلم عن النبي ﷺ:
“دخلت امرأة النار في هرّة حبستها، لا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض”
هذا الحديث الصريح يوضح أن إهمال الحيوان أو إيذاءه قد يكون سببًا للعقوبة.
أفكار عملية لنشر العطف على الحيوان دون أذية الآخرين:
- وضع أوعية ماء وطعام في أماكن مناسبة مثل أسفل العمارة أو في أماكن بعيدة عن مداخل البيوت حتى لا تزعج الجيران.
- تعليم الأطفال الرحمة بدل الخوف المبالغ فيه من الكلاب أو القطط، مع توضيح طرق التعامل الآمن معهم.
- إطعام الطيور بأمان عبر ترك بعض الحبوب والماء في البلكونة أو على حافة الشباك، مع مراعاة النظافة حتى لا تتسبب في روائح أو إزعاج.
- تنسيق مجهودات الجيران بحيث يكون هناك من يهتم بإطعام الحيوانات المشردة في الشارع بشكل منظم، مما يقلل الفوضى والمشكلات.
لماذا هذه المخلوقات تحتاج إلينا؟
الحيوانات والطيور لا تستطيع الكلام، ولا تعرف طرق الشكوى… لن تقف قطة أمام بابك وتقول “أنا عطشانة”، ولن يصرخ عصفور قائلاً “أطعموني”. هي أمانة في أعناقنا، وواجبنا أن نكون نحن لسان حالها ويد عونها.
رسالة أخيرة…
فلنُطعِم حيوانًا، ولنَسقِ طائرًا، فقد يكون ذلك سببًا في أن يسقيك الله من حوض نبيه يوم القيامة شربةً لا تظمأ بعدها أبدًا. الرحمة لا تعرف لغة ولا جنسية… لكنها تعرف قلبًا حيًا.