عاجل

مصر بالمركز التاسع عالميًا في قائمة الدول المستقبلة للاستثمارات
طرح تذاكر مباريات كأس السوبر المصري 2025
قمة الدوري الإنجليزي..ليفربول يواصل مسلسل الهزائم بالسقوط على ملعبه أمام مانشستر يونايتد
وليد الكرتي: بيراميدز هو بطل الدوري الحقيقي
ترامب يدعو زيلينسكي للتخلي عن بعض الأراضي لروسيا
حريق بسبب شاحن موبايل يلتهم شقة سكنية بالإسكندرية
شاب يقتل صديقه في شبرا الخيمة بسبب خلافات شخصية
محافظة الجيزة تعلن حالة التأهب لمواجهة فصل الشتاء
محافظ القاهرة يفتتح ملتقى التوظيف بالتعاون مع جامعة حلوان
الجوافة مصدر غني بفيتامين c
ترامب يعلن تدمير غواصة كبيرة محملة بالمخدرات أثناء توجهها إلى الولايات المتحدة
رويترز: زيلينسكي عقد اجتماعًا عبر الهاتف مع قادة أوروبيين عقب لقائه ترامب
حماس: قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني خرق فاضح لبنود الاتفاق
إعلام عبرى: ويتكوف وكوشنر سيعملان على خطة لنزع السلاح من غزة
مصرع طفل دهسًا تحت أقدام جاموسة بمنزله

# الدخل النقدي : – الوهم و الواقع

بقلم / راندا بدر

الدخل النقدي : –
الوهم و الواقع

لا يغرنك أيها القارئ بريق النقود اللامع فهي سراب يتبدد حين تمسكه باليد ، فما قيمة أن تزداد الأرقام في جيبك إذا ما نقصت قيمتها في السوق ؟؟؟
و ما جدوى أن ترتفع الأجور اسما إذا ما هبطت قيمتها فعلا ؟؟؟

التاريخ يعلمنا أن الأمم لا تنهض بالورق بل بالعمل و الإنتاج ، ففي العصور الغابرة حين سك الفراعنة الذهب لم يكونوا يخدعون شعوبهم بزيادة النقود بل كانوا يبنون العدالة على أساس المحراث و الغلة ، أما اليوم فنحن نعيش في زمن يقدس الرقم و يهمل القيمة زمن تقاس فيه الغنى بالفواتير لا بالقمح و بالرواتب لا بالخدمات

ثلاثية الدخل الحقيقي :-

إن الدخل الحقيقي لا يقاس بالنقود التي تدخل الجيب بل بثلاثة أركان
👇👇👇

1 . ما يبقى بعد الضريبة : فما فائدة زيادة الراتب إذا ما التهمته الخزينة ؟؟؟
2 . ما يعود من المنافع العامة :
فلو زادت المدارس والمستشفيات لصار الفقير غنيا حتى ولو لم يزد راتبه ،
3 . قوة النقد الشرائية : –
فلو تضاعفت الأجور وتضاعفت الأسعار فكأنما لم يزد شيء !!!

وهنا نقع على المغالطة الكبرى : – فالحكومات تتباهى بزيادة الدخول النقدية بينما تفرض ضرائب خفية عبر التضخم أو تقطع الخدمات العامة تحت دعوى التقشف ،
فهل يعقل أن نخدع بزيادة الأرقام بينما نصيب الفرد من التعليم والصحة يتراجع ؟؟؟

لقد عرف القدماء أن العدالة ليست في جمع الضرائب بل في توزيع الثروة ،
فالمعابد الفرعونية لم تكن تبنى من جيوب الفقراء بل من فائض القوة الاقتصادية للأمة ، أما اليوم فإننا نرى
” إعادة التوزيع ” تختزل في نقل الأموال من جيب إلى جيب دون أن تمس جوهر المشكلة
، كيف نزيد الكعكة قبل أن نتقاتل على قطعها ؟؟؟

إن الدولة العادلة ليست تلك التي تأخذ من الغني لتعطي الفقير بل تلك التي تجعل الغني ينتج والفقير يشارك في الإنتاج ، فلو أنفقنا على التعليم الفني لتحول العامل من مستحق للإعانة إلى منتج للثروة ، و لو استثمرنا في الزراعة لصار الفلاح سيد أرضه لا عبد السوق ،

الخدعة الكبرى

إن أخطر ما في العصر الحديث هو تحويل النقود إلى غاية بدلا من أن تكون وسيلة ، فالشعب المصري كما يقول الكاتب أذكى من أن يخدع بزيادة راتبه بينما يرتفع سعر الدواء والخبز ، لكن المشكلة ليست في ذكاء الشعب بل في استمرار الوهم ،

لقد حذر طه حسين من ظلمة الجهل وأنا أحذر من ظلمة الاقتصاد الوهمي ، فما قيمة الثقافة إذا جاع المفكر ؟ وما قيمة الديمقراطية إذا خدع المواطن بورقة نقدية ؟

لا عدالة بلا إنتاج ولا رفاهة بلا حكمة ، فبدلا من مناقشة
” الحياد المالي ” فلنناقش كيف نزيد المحاصيل ، و ننمى الصناعات و بدلا من التباهي بميزانيات ضخمة فلنفتخر بمدارس تخرج علماء ومصانع تنتج لا تستهلك ،

فليكن شعارنا :-
” لا تكرروا كذبة الدخل النقدي فالشعب يعرف أن الخبز لا يؤكل بالورق ” !!!

#راندا_بدر#

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net