أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عن بدء المراحل الأولى من هجوم واسع النطاق جديد على غزة أطلق عليه عملية “عربات جدعون”، في تطور يأتي في اليوم نفسه الذي اختتم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته للمنطقة دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال الجيش، في بيان: “خلال اليوم الماضي، شنت قواتنا هجمات مكثفة وحشدت عناصرها للسيطرة على مناطق استراتيجية في قطاع غزة، في إطار الخطوات الافتتاحية لعملية عربات جدعون وتوسيع الحملة في غزة، لتحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس 

وأضاف الجيش: “ستواصل القوات في القيادة الجنوبية عملياتها لحماية المواطنين الإسرائيليين وتحقيق أهداف الحرب“.

يأتي هذا التطور بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر بأن سكان غزة سيُهجّرون إلى الجنوب عقب موافقة مجلس الوزراء الأمني ​​على عملية عسكرية موسعة وصفها أحد الوزراء بأنها خطة “لغزو” القطاع.

والخميس، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في أنحاء غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، وتعهد بمواصلة القصف، حتى مع اقتراح ترامب إنشاء “منطقة حرية” في القطاع.

ووفقًا للدفاع المدني في غزة، التابع لـ”حماس”، سقط العديد من الضحايا في جباليا شمال غزة وخان يونس جنوبًا.

وتعهد نتنياهو بالقضاء على “حماس” من خلال استراتيجية من شأنها أن تجعل الجيش يسيطر على المزيد من الأراضي في غزة ودفع جميع السكان المدنيين إلى منطقة أصغر في الجنوب.

الخلافات مع الولايات المتحدة

ويأتي الهجوم الإسرائيلي الجديد في ظل خلافات متزايدة بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية.

 وصرّح ترامب الأسبوع الماضي بأنه يريد إنهاء “الحرب الوحشية” في غزة، ولم يزر إسرائيل خلال جولته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع.

كما تجاوز إسرائيل مرتين هذا الشهر في إبرام اتفاقيات ثنائية مع  “حماس” التي أفرجت عن رهينة أمريكي إسرائيلي الأسبوع الماضي، وكذلك جماعة الحوثي في اليمن التي وافقت على وقف إطلاق النار على السفن الأمريكية في البحر الأحمر مع تعهدهم بمواصلة قتال إسرائيل.

والأربعاء، نفى ترامب تهميش إسرائيل. وقال: “هذا جيد لإسرائيل”.

لكنه قال يوم الخميس إنه يريد من الولايات المتحدة أن “تسيطر” على غزة وتحولها إلى “منطقة حرية”.

وقال ترامب في قطر: “لديّ تصورات جيدة جدًا لغزة، أعتقد أنها منطقة حرية، دع الولايات المتحدة تتدخل وتجعلها مجرد منطقة حرية”.

وجاءت العمليات الإسرائيلية الأخيرة في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوز 53 ألف قتيل.

وشنت إسرائيل الحرب بعد أن نفذت “حماس” وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى هجومًا مفاجئًا على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة.