عاجل

مصر.. بوسي شلبي تخسر الحرب مع أبناء محمود عبدالعزيز
إثيوبيا تكشف عن تقنية للتحكم في “سد النهضة” بالكامل من أديس أبابا
إسرائيل تراقب عن كثب المناورة العسكرية الضخمة بين مصر وأمريكا
المرشد الإيراني يوصي الحكومة بتخزين المواد الأساسية تحسبا لـ”مخاطر محتملة”
سفن “أسطول الصمود العالمي” تتوافد على ميناء سيدي بوسعيد بتونس (صور)
تغييرات جوهرية.. ترامب يقدم مقترح صفقة شاملة لحماس ووسائل إعلام تكشف التفاصيل
رجل أعمال إماراتي: 35 مليار دولار حجم استثماراتي في مصر.. وعيني على “وسط البلد”
ترامب لحركة “حماس”: هذا تحذيري الأخير بشأن الرهائن
مصر : إنشاء مشروع “مراسي البحر الأحمر – مراسي ريد” بإجمالي استثمارات إماراتية – سعودية تتخطى 18.5 مليار دولار 
عرض سماوي مبهر، وهو خسوف كلي للقمر
تطورات جديدة في قضية الصور الإباحية المفبركة لميلوني وشخصيات إيطالية بارزة
حماس تعلق على المقترح الأمريكي الجديد لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
# عجائب عبدالقدوس
كم هدفا يحتاج صلاح لتخطي حسام حسن وتصدر قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر؟
رئيس الوزراء اليوناني يعلن موعد اعتراف بلاده بدولة فلسطين

# “متلازمة تأجيل السعادة”

بقلم دكتورة / هبه عبد العزيز

في خضم هذا السباق المحموم نحو الإنجاز، وفي عالم تتزاحم فيه التوقعات والطموحات، تنمو فينا عادة نفسية لا تُرى، لكنها تلتهم لحظات الفرح واحدة تلو الأخرى. نُسميها تجاوزًا “متلازمة تأجيل السعادة” – وهي اعتقاد دفين بأن السعادة أمر مؤجل، رهين تحقق شرطٍ ما في المستقبل .

سأكون سعيدًا عندما أتخرج، عندما أتوظف، عندما أشتري منزلًا، عندما أحقق النجاح الكبير.. عبارات نحفظها عن ظهر قلب، ونرددها دون أن ندرك أن ما نفعله هو تأجيل الحياة نفسها، لا فقط السعادة .

هذه المتلازمة ليست مجرد خطأ في التفكير، بل نمط نفسي قد يحرم الإنسان من أبسط حقوقه الشعورية: أن يفرح الآن. كتب الفيلسوف أرسطو: السعادة هي المعنى والغاية من الحياة، الهدف النهائي للوجود البشري ولكنه ربطها بالفضيلة والاعتدال، لا بالمال أو النجاح المؤجل

نحن نعيش في زمن يبيعنا الوهم على هيئة أهداف، ويقنعنا أن السعادة لا تُشترى إلا بعد دفع ثمن الانتظار. بينما في الحقيقة، كل لحظة تُؤجل فيها فرحتك، هي لحظة تُصادر من حياتك. يقول الرومي : لم تولد لتعيش في الانتظارفالحياة لا تؤجل، ولا السعادة كذلك

إن الفيلسوف كانط، الذي تحدث عن الواجب الأخلاقي، رأى أن الإنسان ينبغي أن يعامل نفسه كغاية، لا كوسيلة. فكيف نعامل أنفسنا بكرامة ونحن نربط سعادتنا بتحقق شرط مادي أو اجتماعي؟ هل نقيس الفرح بالنجاحات فقط؟ وماذا لو لم تتحقق؟ هل نبقى سجناء للحزن الأبدي؟

بينما رأى جان جاك روسو: أن الإنسان يولد حرًا، لكنه في كل مكان مكبل بالسلاسل وسلاسلنا المعاصرة ليست سياسية فقط، بل نفسية، قيود داخلية نضعها بأنفسنا تحت وهم السعادة المؤجلة

السعادة ليست محطة، بل طريق. ليست نهاية رحلة، بل ما نعيشه خلالها. إن متعة كوب قهوة، لحظة تأمل، وقت مع الأصدقاء، أو قراءة كتاب، يمكن أن تخلق شعورًا بالرضا، إن نحن تخلصنا من فكرة “ليس الآن” أو “إذا”.

وأول خطوة للخروج من متلازمة تأجيل السعادة، هي الوعي بها ، أن تدرك أنك لا تحتاج لإنجاز خارق كي تفرح. السعادة لا تأتي بعد، بل يمكن أن تكون هنا، الآن، في أبسط الأشياء، إذا قررت أن تراها

دعنا لا نؤجل الحياة في انتظار لحظة مثالية قد لا تأتي. دعنا نحب الآن، نفرح الآن، نعيش الآن ، اسعَ لتحقيق هدف يؤمن به قلبك ، وكما قال الفيلسوف فيكتور فرانكل: السعادة لا تُطلب، بل تُولد من تحقيق معنى في الحياة ، تقبل ذاتك لا تنتظر أن تكون مثالياً لتفرح بنفسك
سامح نفسك، قدر نقاط قوتك، ولا تجعل المقارنات تسرق منك فرحتك .

شارك لحظاتك مع من تحب، وابتعد عمّن يسرقون طاقتك .. الحب، الصداقة، الضحك، والحوار العميق مصادر قوية للسعادة

الإمتنان .. السعادة تبدأ بالاعتراف بالجمال الموجود حاليًا ابدأ يومك بكتابة 3 أشياء تشكر الله عليها، ولو كانت صغيرة ، قال الرومي : كن ممتنًا لكل من قابلك، لأنهم ساعدوك في رحلتك

شارك الآخرين، وساعد من يحتاج فقد أثبتت الدراسات أن العطاء يفرز هرمونات السعادة حتى بكلمة طيبة قد تعود عليك براحة نفسية عميقة .

صناعة السعادة لأنفسنا ليست معجزة خارقة، بل هي فن داخلي وممارسة واعية ، السعادة لا تُمنَح، بل تُخلق .. فلا تؤجلها .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net