عاجل

«كلُّ إناءٍ بما فيه ينضح»
وزير الخارجية يبحث مع نظيره القطري مستجدات الأوضاع في قطاع غزة
النَّص الذي لم يُكتَب بَعد لثورة 30 يونيو
وسام أبو علي يصدم الأهلي المصري بعد رفضه بيعه
الكرملين حول حضور القيادة السورية أول قمة روسية – عربية: الدعوة ستوجّه
لقاء مرتقب بين ترامب ونتنياهو الأسبوع المقبل
وزير الخارجية المصري يعلق على تغيير اسم شارع “قاتل السادات” في طهران
# ذات مرة ….. شعر
“ٌقد ينفجر في أي لحظة”.. تحذير عاجل في مصر بالتوقف الفوري عن استخدام منتج شهير
ترامب سيوقع أمرا تنفيذيا لتخفيف العقوبات على سوريا خلال ساعات
مسؤول إيراني لـCNN : سنرد “بضربات قاتلة” إذا هاجمتنا إسرائيل مرة أخرى
مقتل عامل على يد صديقه فى إمبابة
المنيا:زوج يقتل زوجته وشقيقتها
اكتشاف بترولي جديد في مصر
لقيا مصرعهما عقب سقوطهما من أعلى الكوبري بالخليفة

إسرائيل تُعاني أيضا

بقلم / عمار علي حسن

لم يخل المجتمع الإسرائيلى، المجذوب أغلب أفراده إلى الحياة العسكرية، من منظومة قيم يتكئ عليها، منها ما يشكل وجوده عنصراً أساسياً فى بناء الدولة العبرية التى قامت عام 1948، ومنها ما يبرر سلوك الجيش والمستوطنين النازع إلى الاستحواذ والاعتداء المفرط المستمر، ومنها ما يصنع همزات الوصل بين المجتمع وهذا الجيش، الذى يمثل فى التحليل الأصيل والنهائى العصب الرئيسى أو العمود الفقرى للدولة.
وبعض هذه القيم مشدودة إلى نصوص دينية، تفسيراً وتأويلاً، حتى لو كان متعسفاً، وبعضها نبت فى ركاب أحلام من فكروا فى صناعة إسرائيل عبر مشروع صهيونى انطلق مع نهاية القرن التاسع عشر، ووفق فكرة أوروبية بالأساس. وهناك قيم أخرى خلقتها الممارسة أو السجلات اليومية، والحوليات التاريخية، التى أوجدها الصراع الدائم لإسرائيل فى سبيل إنشائها، واستتباب أمرها، ثم نظر قادتها إلى تعزيز نفوذها الإقليمى، وأداء الوظيفة التى خلقت من أجلها، كرأس حربة لمشروع هيمنة غربية على منطقة الشرق الأوسط، لم تنفصم عراه، ولم تخمد نار مطامعه على مدار القرون التى خلت.
ولأن إسرائيل لم تغفل وضع استراتيجية لها، تنقسم إلى خطط تتراوح بين شن الحرب وإجبار الآخرين على قبول الأمر الواقع، وبين طرح أفكار حول تعاون إقليمى تريد هى أن تمثل مركزه المنتفع به قبل غيرها، فقد تصرفت على مدار عقود مضت على أن هذه الاستراتيجية لها من التماسك والثبات ما يضمن لها تحقيق غاياتها الكبرى، بلا جدال ولا عناء، وأن القيم التى تنطوى عليها، والتى تراها هى إيجابية وضرورية، ويراها كثيرون غير ذلك، لها من المتانة ما يجعل كسرها صعباً، والخروج عليها أصعب.

لكن جاءت عملية «طوفان الأقصى» لتضع هذه القيم فى اختبار قاس، حيث لم يدر بخلد مؤسسى الدولة العبرية، ولا القائمين على أمرها تباعاً من النخبة السياسية، أنها قابلة للاهتزاز أو الانكسار أو المراجعة. فقد وجد الإسرائيليون أنفسهم، وللمرة الأولى، يتحدثون عن تحديات وجودية، وراح بعضهم يتحدث عن عقدة العقد الثامن، مستنداً إلى زوال دولتين سابقتين أقامهما اليهود، وانهارتا بعد ثلاثة أرباع قرن.

لم تفلت القيم الإسرائيلية من اهتزاز فى سالف الأوقات، شأنها فى هذا شأن دول كثيرة، لم يكن بوسعها أن تتفادى عواصف العولمة الاقتصادية والثقافية، وما يساق فى ركابها من قيم اجتماعية وإنسانية مختلفة، لكن العاصفة التى صنعها «طوفان الأقصى» كانت الأشد هبوباً وجموحاً، قياساً إلى أنها أتت مما تراه إسرائيل العدو القريب والأساسى، وهو المقاومة الفلسطينية بشقيها المدنى والمسلح.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية