بقلم ـ عماد الدين اديب
أعتقد أنه يتعين على صانع القرار العربي أن يلتزم في تعاملاته الحالية والمقبلة مع واشنطن بما يمكن تسميته سياسة «ضبط النفس». «ضبط النفس» هو سلوك إجباري تمليه الحكمة السياسية في حالة عهد الرئيس دونالد ترامب.
وبصرف النظر عن الموقف المسبق من هذا الرجل، فإن القضية الرئيسية هي أنه الرئيس المنتخب لأقوى دولة في العالم، وهو يمتلك فائض قوة – حالي – نتيجة فوزه الكاسح بأكثر من 6 ملايين صوت شعبي، وبأغلبية ساحقة في المجمع الانتخابي، وقام بإحراز هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي المنافس في الولايات الــ7 المحسوبة على هذا الحزب.
هذا الرجل لديه حتى عام مقبل أغلبية في المجلس التشريعي ما يمكنه من تمرير أية قرارات يريدها.
هذا الرجل صاحب قرارات جذرية، انقلابية، صادمة، تتعامل مع غير الممكن وغير المتوقع في أسس وقواعد النظام الدولي تجارياً واقتصادياً وأمنياً وسياسياً.
هذا الرجل يتجاوز القوانين والأعراف والدستور الأمريكي، والقانون العام، والقانون الدولي، والمؤسسات الأممية من منظور فائض قوة يتحدى به الحلفاء والخصوم. من هنا تصبح الحكمة واجبة، والذكاء السياسي في التعامل ضرورة، وعملية خلق مصالح مشتركة معه تساعد على تليين الأمور حتى تمر فترة رئاسته الثانية 44 شهراً المقبلة بكل هدوء وسلام وبأقل قدر من الأخطار والأضرار.