بقلم / يامنة بن راضي
لا يتردد البيت الأبيض الأسود البغيض في أمريكا في ممارسة شيطنته المقيتة ضد الفلسطينيين لأجل عيون إسرائيل المجرمة الكافرة بكل الأعراف الإنسانية، وهاهو ترامب يمارس هو الآخر هذيانه السياسي بشكل استفز الجميع حتى البعض من بني جلدته والكثير من أبناء عمومته من الغرب، كيف لا وهو الذي أراد تهجير أهل غزة من وطنهم المنكوب أصلا بحجة عدم صلاحيته للعيش، وابتياعها وتحويلها الى منتزه جميل ..و بالأحرى احتلالها وتحويلها الى قاعدة أمريكية، وكأنه لا يكفي الأمريكان المارقين أنهم كانوا السبب الأول والرئيسي في إبادة شعب غزة عن بكرة أبيهم واغتصاب حياتهم اغتصابا شنيعا وتدمير بلدهم غزة كل هذا الدمار المهوول، بفعل دعمهم المستمر واللامشروط للكيان الصهيوني الإرهابي عسكريا وسياسيا وقانونيا ..ولأن الوطن هو الأم الرؤوم التي لا غنى عن حضنها الدافيء مهما كان ويكن، فإن نزوة ترامب المجنونة قوبلت طبعا بمزيد من الإصرار لأهل غزة على تمسكهم بغزتهم رغم خرابها الفظيع والذي جعل منها مجرد أطلال تتهاوى، وعلى الرغم من ذلك فدونها الموت والشهادة ولسان حالهم يقول:” لن نرحل عن ديارنا ..لن نهاجر من أرضنا غزة ..والهجرة الوحيدة ستكون الى القدس ” ..
يقول ” أبو حامد الغزالي”:” والبشر يألفون أرضهم على ما بها ولو كانت قفرا مستوحشا. فحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح الى البقاء فيه ويحن إليه إذا غاب عنه ويدافع عنه إذا هوجم ويغضب له إذا انتقص” …وتلك هي حال الغزاويين مع غزتهم ولو أصبحت مقفرة موحشة فهي جنتهم على هذه البسيطة التي لا يقبلون بديلا عنها، ولا راحة لهم ولا بهجة الا تحت سماءها وفوق ترابها، ولن يسمحوا دون أدنى شك لكل من تسول له نفسه التربص بها أو محاولة انتزاعها من الأرض الفلسطينية الجميلة …
ربما لم نتفاجأ بوقاحة ترامب وهو المثير للجدل والمعروف بسياسته البهلوانية، لكن نستغرب كيف يسمح المجتمع الدولي لكل هذه الجرأة من قبل الكيان المجرم على كل القيم والتقاليد الإنسانية من قتل ممنهج وتحطيم كل ما له علاقة بالحياة ومحاولة تهجير ..لذلك إن ما يثلج الصدر حقا هو تلك الرسالة القوية التي أرسلتها المقاومة الفلسطينية البطلة في خضم عملية تسليم رهائن العدو الصهيوني، والتي تؤكد بكل حزم “لا هجرة إلا الى القدس ” والموجهة بكل شجاعة وإباء الى الصهاينة ولترامب، ما يضعنا أمام محز الحقيقة التي يسعى الكثير لطمس بياضها الناصع، ألا وهي صلابة الإنسان الفلسطيني سواء كان مقاوما مجاهدا او مواطنا عاديا وصموده في وجه المكيدة الصهيو أمريكية ..
يقول درويش: على هذه الأرض سيدة الأرض ..أم البدايات والنهايات ..كانت تسمى فلسطين ..صارت تسمى فلسطين …ونحن بدورنا نقول وستبقى فلسطين مادامت الحياة باقية على هذا الكوكب، وستكون عاصمتها القدس الشريف التي تستحق أن تعشق، وأن يهاجر إليها وأن يستشهد في سبيل حريتها وتألقها كأجمل وأقدس عاصمة عربية ….