كتب د / حسن اللبان
أبرمت إسرائيل وحماس الأربعاء اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة، سيدخل حيز التنفيذ الأحد، والذي سينهي حربا دامت 15 شهرا، وخلفت عشرات الآلاف من القتلى ودمارا هائلا في القطاع. ومن المرتقب أن يمتد هذا الاتفاق على ثلاث مراحل، ستكون الأولى حاسمة في تحديد مصيره. فما هي مضامين كل مرحلة منها؟
وأخيرا تنفس الغزيون الصعداء مع إعلان وقف إطلاق النار الأربعاء بعد حرب دامت 15 شهرا، سقط فيها عشرات الآلاف من القتلى، وخلفت الكثير من الدمار. وسيشمل هذا الاتفاق مجموعة من النقاط ضمن ثلاث مراحل، سيكون على طرفي النزاع الالتزام بها. هذه المراحل ومضامينها هي كالتالي:
مرحلة أولى من ستة أسابيع
ستكون المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي يدخل حيز التنفيذ الأحد، حاسمة في الدفع به نحو المرحلة الثانية. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن “المرحلة الأولى تمتد على ستة أسابيع، وتتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس، بما في ذلك النساء والمسنين والجرحى”.
ومن جانبه، أوضح رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني أن حماس “ستطلق في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزا إسرائيليا بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال .
وأضاف أن المرحلة الأولى التي تمتد على 42 يوما تشمل “وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية شرقا بعيدا عن المناطق السكنية المكتظة، للتمركز على الحدود في مختلف مناطق قطاع غزة”.
وتابع: “كما تتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين وفق آلية محددة، تبادل رفات المتوفين، عودة النازحين داخليا إلى أماكن إقامتهم في القطاع، وتسهيل خروج المرضى والجرحى لتلقي العلاج اللازم”.
وأكد بايدن أن إسرائيل ستفرج “في المقابل عن مئات المعتقلين الفلسطينيين”. ويعد الرهائن الـ33 من بين 94 إسرائيليا ما زالوا محتجزين في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 34 منهم.
وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصدر، وصفته بالمقرب من حماس، أن هؤلاء الرهائن الإسرائيليين الـ33 سيتم إطلاق سراحهم “على دفعات، بدءا بالأطفال والنساء”.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنهم جميعا على قيد الحياة، لكن حماس لم تؤكد ذلك بعد.
والأسبوع الماضي، أعلنت حماس أنها وافقت على إطلاق سراح 34 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق. لكن القوات الإسرائيلية عثرت على جثة أحد الأشخاص الواردة أسماؤهم في القائمة، ما أدى إلى تقليص العدد الإجمالي إلى 33.
المرحلة الثانية…”نهاية حاسمة للحرب”
الانتقال إلى المرحلة الثانية سيكون مبنيا على نجاح المرحلة من الاتفاق. فقد أشار بايدن إلى أنه يجب زيادة المساعدات الإنسانية خلال هذه المرحلة الأولى، ما يجب أن يسمح بإجراء مفاوضات بهدف الوصول إلى المرحلة الثانية، أي “نهاية حاسمة للحرب”.
وشدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على “أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، دون أي عراقيل”.
وأكد رئيس الوزراء القطري أن المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق سيتم العمل على إتمام بنودهما خلال تنفيذ المرحلة الأولى، كما شدد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته على أن “إسرائيل سوف تتفاوض خلال الأسابيع الستة المقبلة على الترتيبات اللازمة للمضي قدما إلى المرحلة الثانية، والتي ستمثل النهاية الحاسمة للحرب. وأكرر، نهاية حاسمة للحرب”.
وقال بايدن: “عندما تبدأ المرحلة الثانية، سيكون هناك تبادل لإطلاق سراح الرهائن المتبقين على قيد الحياة، بما في ذلك الجنود الذكور، وستنسحب كل القوات الإسرائيلية المتبقية من غزة. وعندها سيصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائما”.
وأكد بايدن أن وقف إطلاق النار يجب أن يستمر طالما استمرت المناقشات بشأن الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية، حتى لو استمرت أكثر من ستة أسابيع.
وقال مسؤول إسرائيلي قبل الإعلان عن الاتفاق إن إسرائيل “لن تترك غزة حتى يتم إعادة جميع الرهائن، الأحياء والأموات”.
وأوضح المصدر المقرب من حماس أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من ممر نتساريم جنوب مدينة غزة والذي يقسم القطاع الفلسطيني إلى قسمين على محور شرقي غربي، لكنها ستبقى منتشرة على طريق صلاح الدين، المحور الرئيسي الذي يربط الجنوب بالشمال.
وسيتم نصب حاجز إلكتروني مزود بكاميرات على ممر نتساريم، حيث “لن تتواجد أي قوات إسرائيلية”، بحسب المصدر.
المرحلة الثالثة… إعادة رفات الرهائن
قال الرئيس الأمريكي دون أن يحدد التفاصيل، إنه “في المرحلة الثالثة، ستتم إعادة رفات الرهائن الذين ماتوا (أثناء احتجازهم) إلى عائلاتهم، وسيتم إطلاق خطة كبرى لإعادة إعمار غزة”.
ولطالما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشكل قاطع انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة، ويرفض أن يكون لحماس دور في إدارة القطاع بعد الحرب.
“فريق مشترك” لمراقبة الاتفاق
وأوضح رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أن “فريقا مشتركا” من الولايات المتحدة وقطر ومصر “سيراقب تنفيذ الاتفاق” في غزة اعتبارا من الأحد، من خلال هيئة مقرها القاهرة.
وإن كان الاتفاق يوقف الحرب، إلا أنه يترك المستقبل السياسي عالقا في القطاع الذي تحكمه حركة حماس منذ 2007.
وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.
وقُتل أكثر من 46707 فلسطينيين، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة