عاجل

الصين تعارض استخدام الترويكا الأوروبية “آلية الزناد” ضد إيران
الصين: التعزيزات العسكرية اليابانية تثير القلق
توسك: نحن في وضع أقرب إلى صراع مسلح
رئيسة المفوضية الأوروبية تقترح تعليقًا جزئيًا لاتفاقية الشراكة التجارية مع إسرائيل
إعلام حوثي: ضربات إسرائيلية مكثفة على صنعاء
قطر: لا تهاون مع السلوك الإسرائيلي المتهور
يونيسيف: أطفال غزة عالقون في دوامة من الخوف والعنف
الخارجية المصرية: أمن قطر من أمن مصر
عبد العاطي: مصر ستظل ملتزمة بدورها في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي
السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الملك عبد الله
التجاري الدولي يصدر سندات توريق بقيمة 2.3 مليار جنيه
كريدي أجريكول ..اعتماد تجديد مدة البنك خمسون عاماً
بروتوكول تعاون بين مؤسسة بنك مصر ومؤسسة راعي مصر و مؤسسة آل قرة وجمعية الفيوم
لدعم السداد الإلكتروني.. البنك المركزي ينشر 833 ألف رمز استحابة سريع QR Code
بنك البركة يتيح التقديم على دفاتر الشيكات من خلال ماكينات ATM

# العلاقة بين الخالق والمخلوق …..

بقلم دكتورة / حنان راضي

بفطرة الإنسان التي خلقها الله فينا، ندرك أنَّ العلاقة بين الخالق والمخلوق علاقة مباشرة، لا تحتاج إلى وسيط ولا شفيع ليتوسط بين الإنسان مع ربه. فالإنسان هو محور الوجود الذي كرَّمه الله وأعطاه مكانة خاصة، حيث قال في القرآن الكريم: “ولقد كرمنا بني آدم” (الإسراء: 70). وهذا التكريم لا يصح بوجود حاجز أو وسيط بين العبد وخالقه، بل بقدرة الإنسان على مناجاة الله مباشرة، ودعائه في أي لحظة من لحظات حياته فهو اقرب الينا من حبل الوريد كماقال سبحانه وتعالي.

الوساطة ليست إلا حالة بشرية تُفرض عندما يكون الفهم الديني مغلوطًا أو عندما يحاول الإنسان أن يعظِّم بعض المخلوقات ليجعلها أقرب إلى الله.وهذا من احساسه بالدونيه وعدم الاستحقاق ، لكن الله سبحانه وتعالى غني عن كل شيء، لا يحتاج لمن يدير بينه وبين عباده علاقة. بل بالعكس، يتجلى الله في صفاته التي تدعو الناس مباشرة إليه؛ فهو “الرحمن” الذي يعم برحمته كل مخلوق، و”الغفور” الذي يغفر الذنوب مهما عظمت، و”السميع” الذي يسمع دعاء العبد في السر والعلن.

إنَّ العلاقة المباشرة بين العبد وربه تزرع في النفس الطمأنينة، حيث يشعر الإنسان بأنه مقبول كما هو، بضعفه وقوته، بذنوبه وحسناته. الله قريب، أقرب من حبل الوريد كما قال في القرآن: “ونحن أقرب إليه من حبل الوريد” (ق: 16). هذه القرب الإلهي هو الذي يغني عن أي شفيع، فأنت عندما ترفع يديك بالدعاء، تتحدث إلى الخالق نفسه، الذي يسمع ويرى ويعلم كل شيء عنك.

من المؤلم أن يتخيل الإنسان أن الله بحاجة إلى وسائط ليتقبلنا أو ليكرمنا. فالله الذي خلقنا بيده وبعناية لا ينتظر شخصًا آخر ليقدم له رسالة منا. بل بالعكس، حينما يشعر الإنسان أنه بحاجة إلى وسيط، فإن ذلك يعكس نقصًا في الثقة برحمة الله وقدرته على التواصل المباشر مع عباده.

التاريخ الديني مليء بأمثلة من الأنبياء الذين كانوا يدعون أقوامهم لعبادة الله وحده، والتخلي عن أي وساطة أو شريك. إبراهيم عليه السلام، حين كسر الأصنام، كان يعلن أنَّ الله وحده هو المستحق للعبادة والتواصل. وموسى عليه السلام، عندما ذهب إلى الله في الجبل، لم يكن بحاجة إلى وسيط ليبلغ الرسالة بينه وبين ربه. ومحمد صلى الله عليه وسلم، آخر الأنبياء، جاء ليؤكد هذه الحقيقة: أنَّ لا وساطة بين الإنسان وربه، فالإسلام نفسه هو دعوة للتوحيد الخالص.

ولعل هذه الفكرة الدينية تتداخل مع معنى الرحمة والكرم الإلهي، إذ أن الله حين فتح أبواب التوبة والعفو، جعلها أبوابًا واسعة يدخل منها كل من عاد إليه تائبًا. لم يجعل هناك قيودًا ولا عقبات، فقط “ادعوني أستجب لكم” (غافر: 60). هذه البساطة في الدعاء والمناجاة تدل على أن الله يكرم من يقترب منه، لا يحتاج إلى شفيع أو وسيط.

في نهاية المطاف، علينا أن ندرك أن كل محاولة لإضافة وساطة بين العبد وربه هي محاولة لتقليص قدرة الله على التواصل المباشر مع خلقه. في حين أن الله، في جوهره، هو القادر، السميع، البصير، لا يحتاج إلى وسيط ليصل إليه من يلجأ إليه.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net