بقلم دكتورة / أميرة النبراوي
أُحبّك حبيبتي حتى خُيّل لِي أنْ قلبّك ينبُض بِصدّري أنا، كانت تلك كلمات محمود لحبيبته لبنى ، صدقا حبيبتى ونبض قلبى ، لاتزهر الزهور إلا فى قلب يعرف الرحمه ،هذا كان قلبك،ومازال منذ،عرفتك قال لها أجمل كلمات العشق ، وهو يجلس معها بعد عامين فى بيتهما .ويحتفلا ، بميلاد أروع حب. .من أول مره ألتقى بها عند الطبيب ،يشكو من صداع شديد وفي غرفه الأنتظار ألتقت عينيه بعيني لبنى العميقتان وكانت أيضا تشتكي الآم قويه ،وعند الطبيب كانت أول شرارة حب بينهما ، وكأن الصمت بينهم يجمعهم وقطع صمت المكان رنين جرس الهاتف المحمول وفتح محمود الخط وسمعت لبنى صياح شديد وسباب من زوجته وفوجئت لبنى بسقوط محمود مغشيا عليه، وقامت من مكانها مسرعه تطلب المساعده وخرج الطبيب من غرفه الكشف مسرعا يمسك بيده ويسمع نبض محمود. .. ..
ويطلب فورا سياره الإسعاف ليذهب الي المستشفى وتركب لبنى معه السياره وهى ، في حاله رعب لاتعلم لها سبب ،وفي المستشفي تبقى ثلاثة ايام بجانبه حتي يستعيد وعيه ويفتح محمود عينيه يرى لبنى بجواره بجمالها ورقتها تنظر له بخوف شديد ….. وكيف لا ؟وهى امرأه عاشت وصنعت من الحب امرأة كل من يعرفها لايملك إلا أن يعشقها لرقه احساسها ومشاعرها الفياضه عاشت تمنح الحب، ولا تأخذ إلا الألم والجرح حتى من أقرب الناس. صاحبه مشاعر جياشة فى زمن ندرت فيه . وكانت. مطلقه من زوج غليظ بخيل في إحساسه ، يأخذ. فقط ولايعطِ، متذ ربع قرن ،تعبت لبنى من العشره مع القسوة والجحود ولم تعد تحتمل الحياه ،بدون مشاعر ،وقاومت بشده وكانت تؤمن أن الله سيعوضها بحب العمر كله.. حب يضيء حياتها ويحول لون الحياه الى الوردى ، وليس رمادية اللون. نورها يضيء الكون كله . يقين عاشت به ،وامنت أن الله سيبدل حياتها سعاده وحين التقت بمحمود خطف قلبها من أول لحظه بهرها برجولته ورقيه .. وأثناء طريقها للمستشفى تخيلت قسوه زوجته فى كلامها معه وصوتها المرتفع. وخافت عليه. كأنها عرفته من سنوات . ودعت ربها أن يشفيه وصل للمستشفى وتم التعامل مع الحاله فورا فى العنايه المركزه بعد أن عرفوا من بطاقته الشخصيه بياناته ، وبقيت بجواره للصباح والغريب جدا. أن زوجته لم تتصل به أو تهتم بالسؤال عنه وبعد ثلاث ايام زال الخطر و استعاد وعيه وفتح عينيه ،وقع نظره على لبنى ،تبسم لها وقبل يدها شاكرا لها معروفها . ودخل الطبيب محذرا له من ارتفاع ضغط الدم واالازمه القلبيه التى إصابته نتيجه الأنفعال الشديد وأمره الطبيب بالبقاء يوم آخر للاطمئنان. بعد الفحوصات اللازمه ، قامت لبنى مودعه له لكى تذهب لمنزلها بعد تلك المده التى لم تقدر على فراقه لحظه ، ثم تعود إليه ولكن محمود اقسم عليها البقاء بجواره واخذت رقم هاتفه ووعدته بعودتها فورا بعد تناول أدويتها ، وتغيير ملابسها ،نظر لها ودموع متحجره ممسكا بيدها وكأنه يقول لها لاتتركينِ بعد أن وهبتى لى حياه جديده ،و بعد أن جمعنا القدر وعدته لن تغيب ، الغريب ابتسامه محمود الساحره لها رغم التعب والالم تركته ورجعت لمنزلها وتسأل نفسها ماذا حدث ؟ وكيف خطف محمود قلبها من اول لحظه وهل هذا هو الحب ؟ أم الرغبه فيه أم شعور الأفتقاد ؟الذى عاشت فيه العمر كله والوحده المريره ترجع البيت مسرعه وتبدل ملابسها وتأخذ الادويه وفنجان قهوه يفيقها بعد السهر الطويل ، وتعود للمستشفى وبحذر شديد تسأل هل هناك أحد عنده وتدخل وتجده وحيدا ومازال تحت المحاليل والعلاج ، يبتسم لها قائلا شمس عمرى بدأت معكِ. ، وتجلس ناظره له والقلق مسيطر عليها ، وتسأل لماذا لم تبلغ. اسرتك بمكانك ومرضك ؟ رد قائلا لها لم يهتم أحد بالسؤال عنى وسبب غيابى ،نظرت له مستغربه جدا قال لها اولادى، ورثوا قسوه مشاعر أمهم، وأهم شيء فى حياتهم طلباتهم، أما أنا مجرد حافظه للمال وأحتياجاتهم التى لا نهايه لها وزوجتى المهم عندها أولادها منذ، ولاده الابن الأكبر وانا لا أهميه لى فى حياتهم أو وجودى فى منزلى ، وعلمت إنى أسأت الأختيار ولكن احساسى بالبيت والابناء والمسؤليه أنسانى ذاتى ولم افكر فى نفسى أبدا، ولكم سألت الله أن اعش ولو يوم واحد مع زوجه محبه مخلصه وانا منذ رأيتك ، نبض قلبى بشده وكأنه يعود للحياه وربما ماحدث لى منحه ربى لكى يستمر وجودك فى حياتى . بكت لبنى من صدق كلماته وقالت له كيف. وأنت اب وزوج لا اقدر أن ادمر اسرتك ،
قال محمود بالعكس ،لن نبقى حياتى بدونك، انتِ نبض الحياه ، وقالت له من اول لحظه رأيتك أشعلت النيران فى نصف قلبى وأنبت الأزهار فى النصف الآخر . تمنيت من الله أن يدلنى على الطريق وكأنه ارسلك لى لكى لا أكون وحيده فى هذا العالم .عشت على يقين قوى على قدر الاقتراب من القلب ياتيك الخذلان .
كيف عادت أبتسامتى بوجودك ، رد محمود لقد عادت لى الحياه بظهورك سنبدا حياتنا وكأننا فى أول الطريق لتشرق شمس العمر من جديد ونتذكر ميلاد حبنا معا لسنوات طويله ، فالحب يمنحنا عمرا فوق العمر .ليشرق من جدبد.