كتب/ رضا اللبان
كان الفُضيل بن عياض سارقًا
وكان قد وقع في عشق جارية
وفي احد الايام ذهب ليلًا ليرى هذه الجارية، وتسلَّق الجدارَ، وبينما هو يقفُ على الجدارِ سمع شيخًا كبيرًا في السنِّ يقرأُ القرآنَ، وسمعه يتلُو: (“أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ..”)
فوقف في مكانه يبكي ويقول:
“قد آن قد آن”
فرجع فآواه الليل إلى خربة فاذا فيها رفقة
فقال بعضهم: نرتحل وقال قوم: حتى نصبح فان فضيلا على الطريق يقطع علينا قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصى وقوم من المسلمين ههنا يخافوننى وما أرى الله ساقنى إليهم الا لأرتدع اللهم انى قد تبت إليك
ورجع إلى الله وتاب وأصبح من كبار العلماء والشيوخ
وكان الخليفة هارون الرشيد ا لا يثق في أحدٍ إلا بالفضيل وذلك لكثرة ورعه وزهده في الدنيا
وكان لدى الفُضيل ٱبن عياض ولدًا يسمَّى “علي” وكان تقيًا جدًا
وكان الفُضيل إمامًا للمسجد و يحرص دائمًا على النظر خلفه ليتأكد هل ٱبنه يصلي أم لا, فإذا كان ٱبنه يصلي معه يقرأ الفضيل للمصلين من آيات الرحمة
واذا لم يكن ولده موجودا يقرأ من ايات العذاب لأن ولده علي كان في كل مرة يسمع فيها آيات العذاب يسقط مغشيًا عليه من شدة خوفه من الله تعالى
وفي يوم من الأيام نسي فُضيل أن يتأكد من وجود ٱبنه خلفه، وقرأ للمصلين آيات العذاب ، فسقط علي ولكن هذه المرة لم يكن سقوطه مغشيًا عليه بل سقط ميتًا
مات عندما سمع آيات العذاب ، مات من خشيه الله ، وسمي بعد هذا ب “قتيل القرآن”.
المرجع/سير أعلام النبلاء للذهبي – وشعب الإيمان للبيهقي.