كتب / حسن اللبان
القعقاع بن عمرو التميمي عظيم الفتوحات الاسلامية
” لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل ”
-ابو بكر الصديق
القعقاع بن عمرو التميمي شجاع و مقدام و ثابت في المعارك و ذا عبقرية عسكرية في ادارة المعارك و ظهر ذلك في معركة القادسية .
للقعقاع مواقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب من أمامه بما يحب أو مما يؤثر في نفسه ولما كان حديثه مع القعقاع وهو رجل يحب الجهاد يكلمه النبي صلى الله عليه وسلم عن الإعداد للجهاد فيقول سيف عن عمرو بن تمام عن أبيه عن القعقاع بن عمرو قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ما أعددت للجهاد؟ قلت: طاعة الله ورسوله والخيل قال: تلك الغاية .
يعتبر القعقاع من أبطال معركة القادسية ففي اليوم الثاني من معركة القادسية طلعت نواصي الخيل قادمة من الشام و كان في مقدمتها هاشم بن عتبة بن ابي وقاص و القعقاع بن عمرو التميمي و قسم القعقاع جيشه الى اعشار و هم الف فارس و انطلق القعقاع مع اول عشرة و لحقتهم العشرة الثانية حتى وصلوا لموقع المعركة فألقى هذا الرعب في نفوس الفرس فقد ظنوا ان مائة الف وصلوا من الشام و أول وصول القعقاع نازل بهمن جاذويه فقتله . وعند طلوع شمس اليوم الثالث اقبل جيش القعقاع مائة مائة ففعلوا ذلك مما ادى الى هبوط معنويات الفرس فبدأ القتال و سمي اليوم الثالث بيوم عمواس و قد أقبل الفرس بالفيلة يحميها المشاة فنفرت الخيل فقال سعد لعاصم بن عمرو و القعقاع : اكفياني الفيل الأبيض ، وقال لحمال والربيل : اكفياني الفيل الأجرب .
فتقدما الاولان الى الفيل الأبيض فوضعا رمحيهما في عينيه فنفض رأسه و طرح ساسته و دلى مشفره فضربه القعقاع فوقع لجنبه وفي هذه الليلة هاجم القعقاع و اخوه عاصم و الجيش الفرس فلم ينم الناس تلك الليلة و قد كان القعقاع محور المعركة فلما جأت الظهيرة و تكبد جيش الفرس الهزائم تقدم القعقاع نحو رستم قائد الفرس فلم يجد رستم الذي هرب .
بعد انتهاء معركة القادسية بهذا النصر العظيم للمسلمين كتب عمر بن الخطاب الى سعد :(أي فارس أيام القادسية كان أفرس؟ وأي رجل كان أرجل؟ وأي راكب كان أثبت؟) فكتب إليه :(لم أرَ فارسًا مثل القعقاع بن عمرو! حمل في يوم ثلاثين حملة، ويقتل في كل حملة كمِيّاً).
شهد القعقاع أيظا معارك اخرى للمسلمين و كان يكتب لكل موقعة شعر فقد قال يوم اليرموك :
ألَمْ تَرَنَا على اليرموك فُزنا
كما فُزنا بأيام العراق
فتحنا قبلها بُصرى وكانتْ
محرّمة الجناب لدَى البُعاق
وعذراء المدائن قد فتحنا
و مَرْجَ الصُّفَّرين على العِتَاق
فضضنا جمعَهم لمّا استحالوا
على الواقوص بالبتر الرّقاقِ
قتلنا الروم حتى ما تُساوي
على اليرموك ثفْروق الوِراقِ.
لم تعرف سنة وفاة القعقاع و عرف فقط مكان وفاته و هو بالكوفة فرحم الله عظيم معركة القادسية و اليرموك الفارس العسكري الذي كان رسولنا الكريم يحدثه عن الجهاد. و أنت كمسلم عليك بتربية ابنك ليكون كالقعقاع ناصرا للأمة في زمن ضعفها لأننا نحتاج لأشخاص بشجاعة القعقاع و عبقريته لنصر الأمة الاسلامية في هذا الزمان .
تمت.
المصادر :
الطبري تاريخ الأمم و الملوك الجزء الثالث ص 262- 346-347-349-373-379-383.
الميداني القعقاع بن عمرو ص 88
القادسية و معارك العراق ص 629-648.