بقلم / يامنه بن راضي
كشجرة زيتون حبلى بأحزان سرمدية
تمر الأيام ذاهلة
تارة على طقوس اليتم مطأطئة الرأس
وأخرى على صدى أنين الثكالى
بحذر بالغ تلفظ هذه الأرض حسرتها
وهذا جرس الحياة يدق متثائبا
معلنا أن العصافير الخضراء حطت على شجرة الصمت
ترى منذ متى كانت هدايا الروح سخيفة ؟
وراء تلك التلال البعيدة يتكأ السرور محبطا
فتقذف الحسناء زينتها في البحيرة الرمادية
وطن هناك يغزل همومه الأزلية ويتساءل :
لماذا تقودني الجنة الى غياهب المجهول
وإلى متى يقاوم الصمود عفن الجبناء
فوق المدى سماء ترفض بسط زرقتها البهية
تنثر حبات الرحمة الالهية في جلال
تتلقفها أجساد غضة استوطنها شبح اسمه الجوع
هل تختار الذنوب أصحابها
هذا الطريق الأصفر ينحدر الى بئر يوسف
مابال الكوكب الإحدى عشر انطفأت شموسها وتحولت الى رماد كئيب
لا شيء يجدد ماء الوجود كابتسامة صادقة
فتحتضن الورود أشواكها في انسجام
وينطق الفجر بآيات الجمال بعد اعتزال
فمتى نغسل أدران اليأس القاتمة ؟
ويعقد هؤلاء صفقة دائمة مع الفرح؟ .