عاجل

صنائع المعروف تقى مصارع السؤ
بديوي: استلام 500 ألف طن من السكر الخام 20 مايو الجاري
ماكرون : يتوجب على أوروبا أن تكون مستعدة لردع روسيا
التعاون الدولي تشارك غدًا في يوم مؤسسة التمويل الدولية بمصر
ضبط سيدة للنصب على راغبي الحصول على شهادات دراسية بسوهاج
مُسجل خطر وراء سرقة الهواتف المحمولة من المواطنين بالساحل
المالية: الرئيس السيسي يشدد دائمًا على صون الأمن الاقتصادي والمالى والغذائي
التموين: مصر قدمت 80% من إجمالي الدعم لقطاع غزة
الأهلي يطير إلى تونس 15 مايو استعدادًا لمواجهة الترجي
المظاهرات في تل أبيب تتواصل للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
أوباما: الزمالك جاهز لحصد لقب الكونفيدرالية الإفريقية
العين الإماراتي يخسر 2/1 أمام يوكوهاما الياباني في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا
مدبولي: الحكومة ستركز في الفترة المقبلة على صناعة السيارات
الوزراء: استثمارات مشروع إنشاء مصنع «بوش» الألماني البوتاجاز
جيش الاحتلال: نواصل العمليات شرقي مدينة رفح الفلسطينية

# حكاية أيقونة الشر الضاحك!! استيفانو دي روستي

كتبت / منال خطاب

حكايات #الأديب
حكاية أيقونة الشر الضاحك!!!
لا يدري المرء ما يمكن أن يقال عن واحد من الأعمدة الرئيسية التي قامت عليها السينما المصرية، والمثير للحزن أنه حين تذكر اسمه على أي شخص ربما لن يتذكره إلا بإفيه من إفيهاته الخالدة التي ابتكرها في أفلامه التي شارك فيها والتي تجاوزت الثلاثمائة وثمانون فيلما، أكثر من نصفها لا نعلم عنها شيئا، وربما القائمون على صناعة السينما كذلك لا يعلمون أي شيء عنها.
سيرة استيفانو دي روستي


– وهو اسمه الأصلي – أكبر من أن تتم اختزالها في مشهد أو إفيه في فيلم شارك فيه، فنحن أمام ممثل غير عادي، لكنه كان يدرك حجمه وقدره جيدا ولم يحاول مناطحة نجوم الشباك في مجدهم، رغم أنه لو حاول لأزاحهم جميعا، لكنه ارتضى أن يكون كما وصف رشدي أباظة أمثاله من عمالقة الأدوار الثانية (كالملح في الطعام، لا غنى عنهم في أي فيلم).
كانت لدى استيفان روستي فرصة ذهبية أن يلمع في أوروبا وفي السينما الإيطالية التي كانت كالسينما المصرية في بداياتها وهناك أسماء كثيرة تلمع هناك، خاصة أنه يجيد الإيطالية إجادة تامة، لكنه قبل عرض المخرج محمد كريم وعاد إلى مصر ليحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ السينما المصرية، التي كانت تجذب العديد من الممثلين والعاملين في مجال السينما من أوروبا للعمل فيها، وكانت على قدم المساواة مع هوليوود وسينما أوروبا الناشئة.
لم يكتفي أن يكون ممثل، بل كان من أوائل المخرجين في السينما المصرية، حيث أخرج فيلم (ليلى) عام ١٩٢٧ الذي أنتجته المنتجة عزيزة أمير وعرض في سينما المتروبول في السادس عشر من شهر نوفمبر، وحضر العرض طلعت باشا حرب وأمير الشعراء أحمد شوقي، وحشد كبير من الفنانين والصحفيين ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا ليكون أول فيلم روائى طويل صامت مصري مائة بالمائة فى إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله، وبعد هذا الفيلم سارت عجلة السينما فى مصر إلى الآن، ويقدم فيها استيفان روستي سبعة أفلام من إخراجه كان آخرها عام ١٩٤٥.
كان مفتونا بالسينما حتى النخاع، فعمل فيها مؤلفا ومخرجا وممثلا وسيناريست ومونتير، لم يبالي بأن المخرجون اختذلوه في دور الشرير، فنفذه بأسلوبه وطريقته الخاصة التي لم يستطع أحد أن يقلده فيها، فهو الشرير الظريف صاحب الإفيهات المضحكة التلقائية والتي كان يرتجلها أثناء تمثيله، فعاشت حتى يومنا هذا، فجملة ” نشنت يا فالح ” أصبحت إفيه مستقل بذاته دخل الوعي الجمعي للمصريين يقولونه في مواقف كثيرة.
ورغم كونه ولد لأب نمساوي وأم إيطالية، إلا أنه كان مصريا حتى النخاع، كان ابن بلد كما يقال، كان يحب جلسات المقاهي والسمر في الشوارع مع أصدقائه، وكان لا يتوانى عن مساعدتهم، يكفي أنه أول من ساعد نجيب الريحاني حين كان الريحاني مفلسا تماما وفي حالة ضنكة بعد أن غادر منزل عائلته، لينطلق بعدها الريحاني ويصبح الأيقونة الخالدة التي نعرفها، وكان له دور كبير في إقناعه أن يعمل في السينما، ليخلد لنا سيرته حتى تلك اللحظة.
ثلاثمائة وثمانون فيلما هي الإرث الذي تركه لنا استيفان روستي كان آخرها في سنة وفاته عام ١٩٦٤، حيث ظل يمثل حتى آخر رمق، ورغم أنه عاش ملكا لم تصبه لعنة الفقر في آخر أيامه كمعظم أقرانه، إلا أنه لم يكن معه حين مات سوى سبعة جنيهات وشيك بمائة وخمسون جنيها باقي أجره عن آخر فيلم.
حتى وفاته كانت كوميدية بطريقة غريبة، فقبل وفاته الفعلية بأسبوعين أشيع أنه مات، فقامت نقابة الممثلين بعمل حفل تأبين له، وأثناء الحفل فوجئ الحضور به يدخل عليهم لتنطلق الزغاريد من الفنانات اللاتي حضرن الحفل فرحة برؤيته، كان في زيارة لأحد أقربائه في الاسكندرية، ليرحل بعد هذا الموقف باسبوعين فقط.
سيظل استيفان روستي أحد الركائز الأساسية التي قامت عليها السينما المصرية، وقصير نظر من يختزله أو يحصره في دور بسيط أو مجرد إفيه، فالبارون كما كان يطلق عليه زملاؤه، أكبر بكثير من هذا.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية