عاجل

الفنان كريم عبدالعزيز : الحشاشين من أهم وأكبر الأعمال التى أقدمها على مدار مشواري الفني
في ذكرى رحيل الجنرال محمد رشدي الذي بكى وهو يسجل أخر أغانيه
اكتشاف جديد قد يحل لغز بناء الأهرامات المصرية
“مستريحة الملابس أقدمت على التخلص من حياتها بطريقة مرعبه
# كيف لا اعشقك ؟! شعر
حركة حماس تعلن عن أسفها مما جاء في كلمة رئيس السلطة الفلسطينية أمام القمة العربية
روسيا أزلت الغرب في أوكرانيا
الزعماء العرب يدعون إلى نشر قوات حفظ نظام في الأراضي الفلسطينية حتى التوصل لحل الدولتين
القتال يتصاعد في مدينة الفاشر السودانية ومخاوف من اندلاع معركة شاملة
القاهرة..أعداد طلاب الشهادة الإعدادية في القاهرة
الهجان يتفقد منظومة النظافة بشبرا الخيمة والخصوص
أوبرا أورفيو ويوريديتشي في مكتبة الإسكندرية
الانصاري يبحث مع وفد مجلس الوزراء موقف المشروعات المتبقية من «حياة كريمة» بالفيوم
صلاح خارج المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
التشكيل المتوقع للأهلي فى مواجهة الترجي بنهائي دورى الأبطال

# التواضُع والغُرور

بقلم دكتورة / ريم شطيح

تفيضُ الكتب السماوية وغير السماوية بالكلام عن المحبة وارتِقاء النفوس بالتواضع وفهم الذات الإنسانية؛ في الوقت الذي تُمارِس فيه بعض المجتمعات بعض القيم على أنها مُعتقَدات وسُلوكيات شخصية قابلة للتغيير حسب الطقس الاجتماعي والحالة.

الحقيقة أنّ فضيلة المحبة/الرحمة/التواضع لا يمكن النّظَر إليها على أنها مُعتقَد أو رأي، بل على أنها قيمة أخلاقية والجوهر الذي تُبنى عليه أفعال الفرد وردود أفعاله أيضاً، وبالتالي فإنّ قيم الإنسان هي مَن تُحدِّد الهوية الأخلاقية للمجتمعات التي يسكنها وتتبنّى لاحقاً هذه المجتمعات تلك القيم التي تمارسها الأغلبية، فتُصبح فيما بعد ثقافة لهذا المجتمع، وعليه فقد ترتبط قِيَم الانسان إلى حَدٍّ ما بقيم ثقافته تِباعاً.

ومن المحبة والتواضع إلى الغيرة (الحسد) والغُرور، هذان الضِّدّان يُحدِّدان نفسية وقِيَم الإنسان الفِكرية والأخلاقية. فالغُرور- ولتوصيفه الصحيح – هو حالة عدم توازن مع الذّات وانفصال عن الواقع وليس أبداً حصيلةَ أعمال ونجاحات في الحياة أو شُهرة اجتماعية بمجالٍ ما.

يُساهِم الغرور بتغذية الغيرة (الحسد) عند الإنسان، والغيرة (الحسد) حالة مَرَضية تَتْبع لعوامل نَقص في الشخصية وعدم ثقة بالنفس وصعوبة القدرة على المحبة والاحتواء، وتلعب البيئة والتربية دوراً مهماً في تعزيز الغيرة والحسد لدى الفرد أو تخفيفهما.

تتسرّب الغيرة وليدة الحسد من خلال نظرة، كلمة، تعليق، تَجاهُل، أو حتى شعور يَصل بالتعامُل ولَو عن بُعد. لغيرة الحسد وقْع وأثَر قوي جداً لا يمكن لحاملِها إخفاؤه مهما حاول؛ فالحَدْس دائماً يلتقط ذبذباتها في الهواء عبر الإحساس.

الغرور والغيرة (الحسد)، يضعان حاجزاً بين الفرد وبين الآخرين، هذا الحاجز يمنعه ويمنعهم من التواصل الطبيعي وتبادُل حتى المشاعر الانسانية، ومع الوقت هذا الحاجز يُصبح سوراً يَفصِله – صاحب الغيرة والحسد – عن الواقع والحياة تماماً. فضلاً عن أنّ الغرور سَواد يُشوِّه ما بداخل الانسان ويُحوِّل كل ما يملك من جمال خارجي أو معرفة أو إيجابيات إلى سلبيات تترك أثراً غير جميل لدى المُتلَقّي.

المَغرور لا يستطيع أن يشعرَ بالآخرين بشكل عميق وفاقد لشعور التعاطف، وبرأيي مَن يحمل الغيرة والحسد اتجاه الآخرين لا يستطيع أن يُحِبَّ حُباً حقيقياً، حيث لا يمكن فصل هذه الحالات عن بعضها فكلها مُتداخِلة: الحب، العطاء، الخير، التواضع، التوازن الروحي والفِكري، … كُلها حالات تتناقَض وتتعارَض مع الغيرة والحسد. [الغُرور شيء والثقة بالنفس شيء آخر، وليس الأول نتيجة للأخير على الإطلاق]!!

التمسُّك بالتواضع وفهمه كقيمة أخلاقية يُرسِّخ معناه وأثره في الضمير الإنساني، فالتمسُّك في تطبيق القيمة يضمن استمرارية وجودها وتأكيد أهميتها عند فاعِلِها ومُتلَقّيها أيضاً. وهذا التمسُّك والاستمرارية يُميِّزان بين القيمة في حَدِّ ذاتها وبين المعتقدات والأفكار والآراء.
الكاتبة ريم شطيح

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية