بقلم / فاطمة بنانى / تونس
نزلت إشراق من سيارة الأجرة، وعيناها تبحثان عن طارق.
لقد اتفقا أن يلبس الأزرق وتلبس هي الوردي ويكون اللقاء أمام نزل الأمير المعروف الكائن في الشارع الكبير قلب المدينة.
هاهو على الرصيف المقابل يلوح لها بيديه.
دفعت أجرة السائق،ويداها ترتعشان في لهفة للقاء طارق الذي تعرفت عليه عبر الأنترنت..وأصرت أن لا يرى وجهها خوفا مما تسمعه من مآسي وفضائح نتيجة إرسال الصور وغيرها..فإشراق شابة جامعية تعمل في مركز للأطفال المتوحدين. ووعيها جعلها حذرة كل الحذر..واتفقا أن يتصلا صوتيا فقط،رغم اصر اره الملح في رؤيتها .
دقت طبول قلبها طربا لما رأته …طار ق شاب وسيم ..طويل القامة ..له جسم رياضي..وابتسامته قاتلة..:”.أه انت محظوظة يا إشراق”
قطعت الطريق وكأنها تطير..لا تسمع وقع أقدامها.، رغم أنها تلبس كعبا عاليا…
صافحته بحرارة ضاغطة على كفيه..لتوصل له مدى فرحتها وحبها له ..وانتظارها القاتل..
نظر إليها طارق نظرة نهمة وقال”:أنت مثيرة ..وجسمك شهي..”
خجلت..وأحست ببعض ألم :”
لماذا يكلمني بهذه الطريقة المهينة؟”
أضاف :”واو،،شفتاك مغريتان.فعلا أنت جميلة وجذابة…”
كاد صبرها ينفد،وتغادر ولكن حبها له جعلها تصبر وتقول له :”هل سنبقى واقفين هكذا؟هيا بنا نجلس في هذا المقهى المقابل ونتحدث في شأن علاقتنا.”
أجاب بثقة كبيرة:”شقتي قر يبة من هنا هيا نركب السيارة .ونذهب هناك لنتكلم في هدوء بعيدا عن أعين الناس.”
دا رت الدنيا في عينيها.وكادت تسقط أ رضا…أهذا هو الحب الذي وعدني به؟أهذه الوعود الكاذبة التي تكلمنا فيها…وعلى زواجنا وإنجابنا أولادا وبنات ..والسعادة التي سأعيشها معه؟.”
.انسحبت البنت دون أن تجيبه، وفي ذهنها حطام من خيبات عديدة وآثار دمع ترقرق في عينيها. ..وشظايا حب يسقط تحت أقدامها فتدوسه بكعبها العالي…وتستقيم بثبات لتقطع الطريق.. وهي تقول :”تاكسي..تاكسي.. “
وفي الر صيف المقابل طارق ينادي :”تعالي إ شراق ..إشراق..”
وتغيب التاكسي..و تغيب معها قصة كاذبة..ولا تبقى في قلب إشراق غير خيبة ودرس .
انتهت.