بقلم / أحمد سمير
كان أبي (رحمه الله) حريصا كل الحرص على زيارة أقاربه بإنتظام و كان دائما ما يحرص على اصطحابي أنا و أخوتي معه في هذه الزيارات و من اكثر الزيارات التي كنت اسعد بها في طفولتي هي زيارتنا لعمتي الكبرى (رحمها الله) حيث يخبرنا الأب في أحد أيام عطلته من العمل أننا ذاهبون إلى زيارتها فتنفرج أساريرنا و تنفتح ثغورنا عن ابتسامة طفولية رقيقة تعبيرا عن تشوقنا لتلك الزيارة..تبدأ الزيارة باختيار ملابسنا بمساعدة أمي و بعد مناوشات معها عن ارتداء الملبس الأفضل لكي نكون في أبهى حله نستقر على الملبس المناسب..ننطلق سويا مع أبي و أمي قاصدين موقف الحافلات القريب منا لنستقل أحداها قاصدين الذهاب إلى منطقة الخلفاوي بشبرا حيث كانت تقطن عمتي و فور أن نستقل الحافلة نتسابق أنا و اخوتي على الظفر بمكان بجانب النافذة لنستمتع بمشاهدة الطريق و في الطريق اتخيل أنني أنا السائق و أنا اقلده حيث اجلس في مقعدي فأسعد إذا تجاوزت أحد السيارات المجاوره لنا و اغضب إذا سبقتنا سيارة أخرى و فور أن نصل لوجهتنا نتجه كعادتنا لأحد الأسواق ليبتاع أبي بعض من اصناف الفاكهة و بعدها نذهب للزيارة و فور دخولي الشارع الذي تقطنه عمتي اشتم رائحة جوز الهند الرائعة التي تشعرني ببهجة غريبة حيث كان هناك مصنع صغير لإنتاج أكياس حلوى البسبوسة حتى نصل للشقة التي تقطنها عمتي و بمجرد أن نصل تقابلنا العمة و هي باسمة الوجه كعادتها دائما مرحبه بشده لنا فنتجه لأحتضاننا أنا و أخوتي ثم ما نلبث إلا وقت قصير حتى تقدم لنا ما لذ و طاب من الطعام حيث كانت عمتي تجيد فن الطبخ بمهارة فائقة و تضيف لطعامها بعض التوابل و النكهات لتضيف له لذة تشعر معها بمتعة رائعة و أنت تتناول هذا الطعام الشهي و تستمر الزيارة حيث يظل أبي و أمي و عمتي في المسامرة بينما أنهمك أنا و أخوتي في اللعب حتى يحين موعد المغادرة فتودعنا العمة بأرق الدعوات و تذكر أبي بتكرار الزيارة في أقرب و قت و كالعادة نذهب لنستقل أحد الحافلات فلا أجلس في الحافلة إلا قليلا و بعدها لا اشعر بشئ إلا صوت أبي و هو يوقظني ليعلمني أننا وصلنا حيث نقطن فأقوم متكاسلا و أمشي و أنا اترنح حتى أصل للمنزل و أسلم نفسي للنوم العميق