بقلم دكتورة / أميرة النبراوي
في حفل فني بديع وأعذب الالحان تذيب الحجر بدأت السيدة الجميله تتمايل وكأن الزمن لم يمر منذ كانت شابه جميله الكل يجرى خلفها وسنوات الصبا والشباب وهي تبتسم مع الصديقات وتهتز اجسادهن علي موسيقى صاخبه في حريه وسعاده كانت الحريه أكبر والثقة أوسع وأشمل والحياه أبسط وأجمل لم يكن هناك ضغوط حياتية مثل تلك الايام المريره الثقيله التى لاتمر ، زمان كان للعمل وقت والأستمتاع والحريه وقت آخر .قديما كانت كل سيده تعمل صالون أسبوعى ،فى بيتها تدعو لها الصديقات وبناتهن ، يجلسن فى جناح آخر خاص بهن ،كلن تتكلم عن تجربتها الجميله في أي شيء وكل منهن تعد طبقا جميلا وهو اليوم نطلق عليه، ديش بارتي ويتنافسن في إعداد سفره عامرة ربما في هذا اليوم صديقه تقع عينها علي عروسه جميله لأخيها أو غيره من رجال الأسرة كان زواج الصالونات أنجح واروع زواج ، كانت البنات يتألقن رقيا عجيبا وأناقة وشياكه نفتقدها اليوم ، وفى مره وقعت أعين أحدي السيدات عليها وأخبرتها بأخيها شاب محترم عين في الخارجيه ويريد زوجه راقيه ومحترمه وجميله وتقابلا وسط الأسره ، وحتى لاتجرح مشاعر البنت فى حاله عدم القبول ،،وجمعا النصيب بينهما وتزوجا وسافرت الي إيطاليا سنوات عديدة وأنجبت ولدا وبنتا تربيا علي الثقافه ،الأوربيه ، وكبرا وكانت الزيارات من وقت لاخر لمصر والأهل ومات الدبلوماسي الكبير بعد ثلاثين سنه وهي لازالت امرأه جميله جذابة كل شريط حياتها مر أمام عينيها في تلك الحفل وهي ترقص برشاقه وجمال واذا برجل أنيق تتسمر قدماه أمامها ويطلب منها أن تشاركه في الرقص ورقصت معه علي كلمات ماجده الرومي وكانها ريشه بين يديه ،وكأن العمر رجع مره اخري فراشه ترقص حتى انتهى الحفل ، وتواعدا علي اللقاء وبدأ الاتصال والحوارات الجميله بينهم وبدأت تتعود علي وجوده في حياتهااليوميه ومشاركه احداثها معه اشياء خاصه جدا من اهتمامتها كل يوم يقترب منها أكثر والقلب يدق لحن السعاده .
وفي يوم طلب منها الزواج، ليس لديه زوجه وهي كذلك وفي تلك اللحظه كادت تطير فوق السحاب لأنها كانت تعلم يقينا انه حب عمرها الحقيقي كلماته أشعلت نصف قلبها وأنبتت الزهور فى النصف الاخر ، أول حب في حياتها ، اختاره قلبها اما زواجها رغم رقى الزوج ، بلا روح ، بلا حب ولا أشواق ،وفي نفس اللحظة الجميله كان هناك دوي قنبلة فجرت المكان ألما ودموع السيده الرقيقة تقول هناك امر يعوق سعادتها و هو عمر حبيبها الذى يصغرها سنوات ربما عشر أعوام كامله لم يجد مشكله ، ولكن رفضت تماما مازلنا فى مصر نرفض فرق السن ورغم توسلاته ودعته، وفي الصباح كانت في المطار عائده أوروبا وهي تبكي بحرقة الجميع يعتقد أنه فراق الوطن ولكن انه فراق حبيب عمرها ودموع تقول ليتنى لم اقابلك ياحب عمرى ونزف قلبى ولكن انه القدر ؟