كتبت / سلوى لطفي
تنافس الشعراء فيما بينهم وتباروا في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم ، بداية من قصيدة –عبد المطلب بن هاشم- جد النبي عليه الصلاة وأزكي السلام وصولا إلي شعراء عصرنا الراهن ، لكن الأكثر شهرة –علي سبيل المثال لا الحصر – قصائد لهؤلاء الشعراء –كعب بن زهير بن أبي سُلمي وحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة والبوصيري و البارودي وأحمد شوقي.
لكن الشاعر –بيرم التونسي- قليل من الناس يعرفون أن له قصيدة في مدح النبي الرسول محمد صلي الله تعالي عليه وسلم وهي قصيدة من الروعة خاصة جرسها الموسيقي – من بحر المتدارك الخبب /فعلن .وهي في الحقيقة من قصائد –المعارضات –فقد عارض بقصيدته الشاعر الأندلسي –الحصري القيرواني 1029-1095 ميلادية ..صاحب قصيدة /ياليل الصب- والتي عارضها شوقي بقصيدة –مضناك جفاه مرقده –
في قصيدة – بيرم التونسي – المدائحية التي سماها –اليوم الأسعد- نستدعيها ونحن نعيش ذكري المولد النبوي .يقول بيرم التونسي :
…………………………………………
……………………….
اليوم الأسعد مولده ******** مصباح الدّهر وسيّده
البدر الباهر مطلعه ******* والبحر السائغ مورده
شهد الإنجيل بمبعثه ****** وعن التوراة يردّده
واختال الدّهر به عجبا****** وحلى للعالم سرمده
وتألق سمط نبوّته ******* ويتيم السّمط محمّده
وقضى أمر الرّحمان بأن **** لايرفع إلاّ مسجده
فدعى في النّاس يوحّدها ***** صوب الدّيّان توحّده
العقل أساس شريعته ****** والحقّ الأبلج مقصده
والعيش تخيّر أخشنه ***** في حين تمثّل أرغده
وبه الموءودة قد رحمت **** وحبت تتعهّدها يده
ويرى المسكين فيكرمه **** ويرى الحيران فيرشده
حتّى خضع الثّقلان له **** وأتى أشقاه وأسعده
وحباه الله رعايته ***** وبروح القدس يؤيّده
وانحطّ الكفر وطغمته **** وعلا الإيمان وفرقده
لبّيك رسول الله لقد ***** لبّاك الصخر وجلمده
وصرفت العرب عن الأوثان ***** وعمّا كانت تقصده
ولكم طولبت بمعجزة ***** فأتاك الحقّ وأبنده
بكتاب الله ترتّله ******* وبشرع الله توقّده
فمضى الكهّان بسجعهم **** وعكاظ أفحم منشده
والنّاس من الجهل انتبهت **** ومضت للخالق تعبده
فاهتزّ العرش وقد سجدت ***لإله العرش تمجده