د.هبة مصطفى
عندما نفقد الامل في تغيير المحيط بنا يكون التحدي الاكبر هو قدرتنا على تغيير انفسنا لتطويع التحديات التي تواجهنا طلبا للإستمرارية “فالكائنات الحية التي تبقي وتستمر ليست الأقوي أو الأذكي بل هي الأكثر تكيفا مع التغير”كما صورتها نظرية تشارلز داروين والبعض اطلق عليها الاستمرارية .. فمن المفترض أن يرفع الفرد راية التحدي ويخترق الصعاب لتحقيق التوازن بين الاستقرار النفسي والإصلاح الذاتي التدريجي للمحافظة علي البقاء .
لعلنا لا نجافي هذه الحقيقةالآن، وخاصة بعد الأحداث التي مرت بها البلاد والتي نتجت عنها ثمار من نوع آخر في مجالات حياتنا بنكهة أكثر شراسة وخاصة في بعض المنظومات الخدمية فتحول التنافس تدريجيا من البقاء للأصلح إلي البقاء لصاحب الصوت العالى ، حيث يترقي علي رفات الغير والتنازل عن القيم والمبادئ وغيرها من الطرق غير المشروعة و اصبح الجميع يحارب بعضه البعض مع انتشار ” مبدأ الإستباحة ” وخلق “خفافيش” ورثت جينات ثقافة عهود سابقة مطابقة لأطماعها ولَك أن تتصور محصلة هذا الأمر السلبية على سيرالعمل ،فى الواقع اني حزينة للمشهد الحالي في سير العمل بالمنظومةالادارية .
ولا أطالب بالمدينة الفاضلة فلسنا في جنة الله .
ولا نحتاج إلي وصفة سحرية لفك طلاسم تحديات الواقع . فقط نحن في أشد الاحتياج الي طرق أبواب الاصلاح الادارى بشدة وحسم اكبر،لتتسق المنظومة الادارية بحق مع ظروف المجتمع الراهنة ،وتحديات الدولة المصرية الكثيرة وان كان اصلاح المنظومة الادارية فى تصورى هو التحدى الأكبر.