عزت السعدني يكتب لـ «الرسالة العربية»
عندم يتزوج الرجل ست الحسن والجمال!
لأن قدره قد ابتلاه بزوجة تقول للقمر قوم وأنا أقعد مطرحك.. يعنى إيه فى الجمال والفتنة.. فإنه على حد قوله وعلى حد تعبيره يعيش فى نكد داغ وشجار لا ينتهى.. وخصام يدوم أياما. وغضب وزعل وخناق وزعيق على أنصاص الليالى ــ على حد قوله ــ ينتهى فى الغالب ببيت بلا زوجة.. أو بيت هجرته زوجة جميلة بلا حدود.. من النوع الذى تدير رءوس الرجال.. وقد تقع حوادث تصادم بسببها.. مجرد أنها كانت تمر فى شارع قصر النيل فى وسط البلد.. كما حدث بالفعل.. وتسببت فى حادث تصادم بعد أن تسابق السائقون السيارات الملاكى والأجرة فى النظر إليها وقد شدهم سحر حسنها الفتان فدخلوا فى بعضهم.. وهم لا يدرون..
أنا لا أحكى رواية خيالية.. ولكنها رواية حقيقية على لسان زوج الست الفائقة الجمال العالقة الحسن والدلال.. التى لا يقابل الإنسان هذا النوع من السحر الأنثوى مرتين فى حياته كلها!
أسأله بهدوء شديد وبعقلانية: دا انت ياراجل ربنا راضى عنك.. وبعت لك ست الحسن والجمال فى بيتك.. حاجة كده تملا عليك حياتك نور وجمال وحلاوة وطلاوة كأنك قد تزوجت الأميرة قمر الزمان فى رواية ألف ليلة وليلة.. يا راجل روح حد طايل زوجة زى القمر جوه بيته وملك إيديه.. انت يا عزيزى بتتبطر على نعمة ربنا!
قال لي: انت عارف الحلاوة القرص المشبك الزاعق الحلاوة.. لو قعدت تأكل منه على طول صبح وظهر وبالليل.. وكام ليلة وكام يوم.. طبعا بعد كده موش حطيق تبص موش تأكل.. لقرص المشبك ده اللى يجيب عسل على هدومك!
قلت له بنرفزة: يا راجل دا كل الشلَّة بتحسدك.. وكل واحد منهم كان يتمنى واحد على عشرة بس من حسن وجمال وسحر ودلال الست بتاعتك.. دى نعمة من عند ربنا.. وانت إيه عاوز تكفر بنعمة ربنا!
مع أول رشفة من فنجان قهوة بن محوّج قال صاحبنا: المشكلة يا عزيزى موش إن الست بتاعتى حلوة ــ يمكن حلاوتها زيادة حبتين.. المشكلة إنها عارفة إنها حلوة.. وبتتصرف على أنها حلوة.. ولازم كل اللى حواليها وأولهم أنا يفهم كده.. وأعاملها كملكة لجمال الكون كله.. وأسبح بحسن جمالها ودلالها وحسنها.
يسكت قليلا ليبلع ريقه ويقول: وكمان لازم كل اللى حواليها وأولهم أنا بالطبع يعاملها على أن مافيش واحدة زيها فى الكون وببوس ايديه وش وظهر. وبحمد ربنا على النعمة اللى ربنا بعتهالى!
قلت له: تقصد «النقمة» ـ برفع النون وسكون القاف وفتح الميم وسكون الهاء ــ اللى ربنا ملاه بيها!.. قال: أهوه ده اللى أنا عاوز أوصله لك من بدرى.. عندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة!
قلت له: الكلام ده خطير جدا.. ويحتاج إلى مذكرة تفسير منك يا عزيزى زوج ملكة الجمال!
قال: أول حاجة أنها بطلت تروح شغلها اللى كانت بتكسب منه شيء وشويات يعنى مبلغ محترم أول كل شهر.. ليه؟ انت لازم تسألنى سابت شغلها ليه؟
قلت له: اعتبر إننى سألت
قال: حسب كلامها ليّا لو عاوز تكتب.. اكبت عندك.
1 – لأن كل الرجالة وكل الشباب وكل واحد يقابلها فى الشغل.. يسيب كل حاجة.. ويقعد يعاكسها.. بالكلام طبعا.. رئيسها وزمايلها وزوار الشغل.. كلهم عاوزين يبقوا أصدقاء لها ومعارف وعزومات.. ونظرات ولفتات وحاجات كده موش مضبوط!
2 – زميلاتها فى الشغل.. آخر غيرة.. وآخر قلق وآخر فرسة منها ــ جاية من يفرس فهو مفروس أو هى مفروسة!
طبعا من فرط جمالها وسحرها الذى لا يقاوم.. يعنى هى تكسب البريمو وطبعا كل زميلاتها بيغيروا منها.. وشايفين الزملاء من صنف الرجال عاملين زى النحل اللى عمال يطير فوق بوكيه الورد..
بعضهن ــ بيغير منها ـ وبعضهن بيحسدها على جمالها.. وبعضهن عاوزين يغمضوا عين ويفتحوا عين ويلاقوها غارت من وشهم وسابت الشغل وراحت فى ستين فى سبعين ـ وهو نفس تعبيرها وكلماتها!
طيب ودى بالذمة تبقى شغلانة.. بلاها منها.. هى تقول!
الزوج ـ زوج ملكة الجمال وست الحسن والدلال ـ مازال يحكى ويقول: طبعا من كثرة المشاكل.. قعدت فى البيت وسابت الشغل.. وتفرغت لى تماما!
أسأله: إزاى؟
قال: طبعا طول النهار لا همّ لها إلا المحافظة على جمالها وسحرها.. طبعا قالتلى بلاش تخلف ولاد دلوقتى.. لحسن الحمل والولادة.. حيخلوها تبقى زى وفيقة هانم وهى ست تخينة قوى يسميها رسامو الكاريكاتير كده.. لأنها حملت وأنجبت بنين وبنات لحد أما بقت زى البالونة المنفوخة على الآخر.. وهى أى زوجتى موش عاوزة تبوظ قوامها وسحرها ودلالها.. عشان كده قررت لوحدها ومن جانبها.. بلاش خلفة دلوقتى!
أسأله: وطاوعتها؟
قال: وحأعمل إيه غير إنى أطاوعها وبطلنا خلفة عشان خاطر السنيورة تحافظ على رشاقتها وجسمها المسمسم!
قلت له: لكن اللى اعرفه إن عندكم ولدين اثنين.. إزاى دول جم يا عزيزي؟
قال: غلطة كده.. أصل ربنا ما يحبش العناد!
قلت له: خلينى كده أقعد مع أجمل امرأة فى الوجود
سألني: مين هى دي؟
قلت له ضاحكاً: الست بتاعتك طبعاً مش هى بتقول على نفسها كده!
يسألني: ليه؟
قلت له: ما تسألنيش.. يمكن أقدر أقنعها إنها تلايمها شوية وتعرف حاجة مهمة جداً.
يسألنى بلهفة: إيه هي؟
قلت: إن الجمال لا يدوم أبد الدهر.. وكل شيء إلى زوال!
كلمات عاشت:
«إن دبلت الوردة.. ريحتها فيها!» مثل مصرى صميم
