محمد سعيد مصيلحي
ر ئيس اتحاد الخليج العربي
أنا مبهور بهذا الإقليم، (كردستان) الذي أثبت للعالم أجمع أنه نموذج لإقليم متميز، سيكون لها شأن عظيم في الشرق الأوسط، فبرغم الأعداء المحيطين به، مثل وحوش كاسرة تلتف حول ليث هصور تريد الفتك به، نجده يقاوم، ويصبر، ويناضل، بل ويبتسم للجميع! فمن أين له كل هذا العزم التليد؟!
الشعب الكردي شعب عظيم، له جذور عريقة تمتد في تاريخ المنطقة، وتقوده قيادة منبثقة منه، تعلمت الحكمة على يديه، وأتقنت السياسة في معتركه، فكان لها أن ترتقي وتسمو في زمن الانحطاط والتدهور الذي يعيشه المحيطون بها.
كنت أسمع وأقرأ عن كردستان، الإقليم الفتي الجميل، وأسأل أصدقائي العراقيين عنه، فيزيدون إعجابي به من خلال ما يروونه عن الشعب الكردي العظيم وقيادته الحكيمة، وقد حالفني الحظ قبل سنة، حين دعيت لحضور احتفالية كبيرة جداً، نظمتها مجموعة هائلة من المنظمات والجمعيات المصرية وكانت بينها من العراق منظمة كتاب بلا حدود، حيث تم خلال هذا الحفل الذي ضم كوكبة من الشخصيات من مختلف المجالات تكريم المتميزين في مصر والسعودية وليبيا و والعراق وكردستان، ومن بينها تكريم السيد نجرفان البرزاني، وهو وقتها كان رئيس حكومة الإقليم الذي أبهرنا بإنجازاته العظيمة، واليوم سمعت من صديقي الدكتور قيس الرضواني رئيس كتاب بلا حدود في الشرق الاوسط إن نجرفان باشا أصبح رئيساً للإقليم، يعني منتظرين منه أضعاف الأعمال التي أبهرتنا لنشهد في عصرنا الحاضر ولادة أجمل وأقوى إقليم في الشرق الأوسط.
الشيء الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو الحدث التاريخي المهم الذي يقبل عليه كردستان، وهو استضافة مؤتمر عالمي للإعلام سيضم تقريباً ثلاثين دولة أفريقية وآسيوية وأوروبية، وهذا الحدث سيكون له وقعه الكبير جداً على كردستان، فدعونا نتخيل ثلاثين نقابة صحفية تمثل ثلاثين دولة تجتمع كلها في كردستان الجمال, حدث تاريخي مهيب، سيكون له صدى عالمي يمكن لنجرفان باشا أن يستثمر هذا الحدث ويفجر خلاله مفاجآته السياسية والاجتماعية والثقافية التي من شأنها أن تبرزه كرجل مهم في المرحلة الآنية، وهو ما يحتاجه الإقليم ليعزز من مكانته الدولية التي برزت في السنوات الأخيرة خلال مواجهته الباسلة لتنظيم داعش الإرهابي، فسجل كردستان نصراً ميموناً ودحر الإرهاب عن أرضه وقاتل بالنيابة عن كل الخيرين.
كلي أمل أن أحظى بفرصة زيارة هذا البلد الذي أحبه، وأن ألتقي بشعبه الطيب الجميل الذي لا يعرف الحقد على حبيب ولا يلين أمام عدو، فتحية لكردستان شعباً وبلاداً وقيادة.