والكاتب الجبار..
يكتسب هذا الكتاب ” الكاتب الجبار- عباس محمود العقاد ” من تأليف الكاتب والشاعر الكبير سعد عبد الرحمن ،والذى صدر حديثا عن سلسلة “رموز مصرية- بالمجلس الأعلى للثقافة،أهميته المتفردةمن أكثر من زاوية ،من بينها ،أننا بالفعل فى أشد الحاجة إلى هذه النوعية من الكتابة التى تخاطب برهافة وحريرية عقول وأفئدة أطفالنا معا لتغذي جوانب تفكيرهم وتطلق فراشات الخيال و الإبداع و الحوار و التفكير الناقد فيهم ، ومن ثم تشبع حاجاتهم و ميولهم، و توجه اتجاهاتهم و تفكيرهم بما يربطهم بأصالة ماضيهم و يبصرهم بطبيعة حاضرهم و يؤسس رؤاهم المستقبلية؛ هنا يصبح الكتاب طريقا لتكوين القناعات السليمة، و تنمية المشاعر الوطنية الصادقة ، وأسلوبا يقف به هؤلاء الصغار على الحقيقة ويستشرفون به عالما باتت المعرفة فيه متجددة،والتحديات متلاحقة.
وهو مانجح مؤلفه الكاتب والشاعر الكبير سعد عبد الرحمن ،فى تحقيقه باقتدار عبر أسلوبه المتميز، وقاموسه الخاص القادر على ممارسة الدهشة والإدهاش معا ليس فقط لهؤلاء الصغار,وهما”الدهشة والادهاش” أولى شروط الكتابة الناجحة للأطفال،وكم هى مهمة شاقة لو تعلمون، لكن أيضا إدهاشنا نحن المتلقين على اختلاف أعمارنا عبر السباحة الشعرية فى مسيرةالعقاد بزخاتها المطيرة فى رحلة إبداعية دائرية المسار يبدأ مصبها من المنبع , مهما طالت الأسفار,مشكلة فى أعماقنا صلابة صفصاف أرض أسوان الطيبة , مانحة بإبداعها أرواحنا القدرة على مقاومة التصحر والخواء مهما حاول البعض فرضه علينا..، حيث قام الشاعر الكبير سعد عبد الرحمن، بغمس قلمه فى مداد الحياة شديدةالثراء والتفردلعملاق الأدب العربى العقاد، والحفر عميقاً فى خفاياهذه الشخصية التى استطاعت أن تصنع أسطورتها الخاصة بنفسها،حتى أصبح طبقا لوصف عبد الرحمن نفسه “جامعة تمشى على قدمين”،لكن الأهم أن شاعرنا الكبيير استطاع بلغته شاهقة الحريرية والبساطة أن يؤسس وعى الأجيال الجديدة من أطفالنا ،من خلال تقديم “القدوة فى نسقها الصحيح” ،حيث قدم لهم عبر هذه الصفحات القليلة ببراعة واقتدار،كيف استطاع ابن أسوان ،رغم كل شئ ،مطاردة حلمه الخاص عبر طاقة متدفقة، وقدرة متميزة على الاقتحام لتحيات واقعه،فى ديمومة لا نهائية بين الواقع والاصطدام بعقباته،وتوظيف معطياته لصالح هذا الحلم
والأهم كيف يستطيع الإنسان أن يطرح تساؤلاته الجارحة على الحياة “كما فعل العقاد”,ولايبحث عن إجابات , بل يصنعها بنفسه
إن كتاب “العقاد الكاتب الجبار” ليس مجرد جهد خاص على صعيد الترجمة لشخصية شهيرة وقديرة لعملاق أدبى وفكرى فقط,بل هو نتاج فكرى – إبداعى سعى مؤلفه من خلاله إلى فتح نوافذ وسيعة ،أمام الأجيال الجديدة على هذه القدوة العظيمة ، مما يجعل كتابه إضافة حقيقية للمكتبة المصرية والعربية،كناوكانت فى أشد الحاجة إليها.
د. السيد رشاد برى