بقلم دكتورة / أمل مطر
من الأمور ما يكثر ويزداد وقعها على النفس ويبقى، موت الفجأة للشباب الأكثرا إيلاما ووجعا….
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” أثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت، والموت خير للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال اقل للحساب”.
واذا جاء الأجل :
مات من كان سليما صحيحا معافى يمشي على الأرض بقوة، وبين الناس في صحة وعافية.
ومات من كان يجوب الأرض برجليه، ويشق السماء بصوته، ويطرب الأهل والأحباب يأنسه.
ومات من كان مطيعا لله تعالى، فعندئذٍ الموت خير لهذا الشاب مِن الفتنة؛ برغم كرهه له، والخوف منه.
ومات من كان عاصيا لاهيا منصرفا مبعدا، يسوقه الهوى، وتحركه الشهوات، وتمنيه الأماني، وتقتله الأحلام.
إذا جاء الأجل:
يموت الكهل والشاب فكل نفس ذائقة الموت …ولكن موت الفجأة خاصة للشباب له جلاله
عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة فقال” راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر”
فبين ميل النفس للمعاصي و ميل القلب للتوبة ….. يأتي الموت فجأة، والناس قسمان، والشباب منهم قسم جاهد وتعب، وألزم والتزم، وأقام واستقام، وصبر وحارب، وسلك سبيل الطاعة أغلب حياته، وإن غلبه شيطانه ندم واستغفر، وعاد إلى ربه معترفًا، ولأمره مغترفًا
وقسم آخر عاث في الأرض فسادًا، عاش بهواه ولهواه، عاش متفلتا من الأحكام مضيعًا للفرائض، وغير مبالٍ بالتكاليف؛ غلبه شيطانه فكان للشيطان عليه سلطان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. يطرق الأذان سمعه فلا أثر في القلب، ولا على الجوارح، رحل بعيدًا عن شواطئ الإيمان والتراحم والتواد والإحسان بين المسلمين، نسأل لنا ولهم الهداية والتوفيق، والثبات؛ فما ظنكم بهؤلاء عند موتهم؟ فهو القائل “حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى بوم يبعثون”
لم يجعل الله للموت سببا ولا زمانا ولا مكانا ولا عمرا، بل جهل أمره ليعلم المرء أن الله يريد أن يعيش الإنسان في الموت حتى لا يغفل عنه الإنسان لأن الآفة التي يعيشها الأغلب أنه ينسى الموت.
يجب على الإنسان أن يتذكر حقيقة الموت كل وقت ولا يغفلها حتى يلقى الله على طاعة فيخاف أن يرتكب معصية في وقت فيقبض الله روحه فيه، أن الموت بدون أسباب، فهو مات لانه يموت فلا تفكير في ذلك.
يقول الله تعالى “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ” والمعني كل نفس ذائقة مقدمات الموت ولذلك يأتي على الإنسان وقت يدرك أنه لا محالة فيه فقد بلغت الروح الحلقوم.
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة”
اللهم إنا نعوذ بك من موت الفجأة في ساعة الغفلة، اللهم لاتقبضنا إليك إلا وقد غفرت ذنوبنا ، اللهم أحسن خاتمتنا