بقلم / حسن اللبان
علاقة المثقف أو الفنان بوطنه
علاقة محفوفة باللانتماء والتعلق والاغتراب
—————————————————
علاقة المثقف أو الفنان ببلاده من أعمق وأصعب العلاقات وصفا وأكثرها تعقيدا ، فالمثقف يرى نفسه بصورة عراب لوطنه وينتابه شعور وهمي بالمسؤولية المضاعفة دونا عن غيره تجاه الوطن ويتجلى هذا الشيء بمشاركته المستمرة في صياغ خطاب ثقافي وسياسي واجتماعي قوي وخالي قدر الإمكان من الأخطاء والعثرات ولإعادة تقويم البنى الفوقية التي تتمثل بالعناصر البشرية وبالتالي ستنتج عنها البنى التحتية، مع محاولات عديدة من قبل الحكومات بإقصائه بعيدا إما جغرافيا أونفسيا ليتحول تدريجيا من النقد السياسي والاجتماعي إلى النقد الثقافي المكتفي بذاته مما يبعده أيضا عن المساهمة في صناعة الرأي العام بعكس ما كان سائدا في ستينات وسبعينات القرن الماضي . العاطفة الجياشة التي تتملك المثقف أو الفنان تجاه أدراج وطنه والتي تسطع بوضوح في كل عمل من أعماله سواء إذا كانت أدبية أو فنية أو درامية أو مسرحية أو سينمائية بالرغم من كل المعاناة التي يجدها فيه مثل الصراعات الطبقية والطائفية والمذهبية والفقر المادي والمعنوي والتخلف والتراجع في كافة نواحي الحياة لتزيد من الجرأة والاندفاع لديه ليقوم بتوثيق هذه الأحداث والمشاهد اليومية الواقعية داخل أعماله ومعالجتها باستخدام الفكر الفلسفي والجانب الخيالي والميتافيزيقي ؛ لذلك المثقف أو الفنان دوما يجد في وطنه الصديق والهدف ومكمن القوة والضعف وبالنتيجة من الصعب لديه إنتاج عمل أدبي أو فني خارج عن الهواجس المتعلقة ببلاده سواء إن قام بالتعبير عنها ذاتيا أو موضوعيا
من داخل الوطن أو من ملاجئ المنفى .