كتب : محمد شعبان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا) .
وشهر رمضان هو شهر الخير ,ليس فقط بأداء العبادات , ولكن أيضا بفعل الخير, فأعمال بسيطة حين نقوم بها في هذا الشهر تعود علينا بالخير الوفير .
الابتسامة صدقة من أبسط وأجمل اعمال الخير في رمضان , الابتسامة في وجه الآخرين سواء في البيت أو الشارع أو في العمل , فالابتسامة تترك أثراً جميلاً في نفوس البشر وتدخل السرور إلى قلوبهم وتزيل الهم والتوتر، وتنسيهم تعب الصيام من جوع وعطش واجهاد , فعلينا أن لا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تَبَسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لك صدقةٌ) , فكان -عليه الصلاة والسلام- أكثر الناس تبسُّماً .
” أفضل الصدقات هي صدقة رمضان” ومن أروع صور الرحمة والمودة في رمضان الصدقة , فقد كان رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام من أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان الكريم، قال صلى الله عليه وسلم : ” أفضل الصدقات هي صدقة رمضان”.
والصدقة في رمضان نوعان .. أولا : إطعام المساكين في رمضان حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز ” ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وإنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا” , وقد كان السلف الصالح يحرصون علي إطعام المساكين في رمضان خاصة ويقدمونه على الكثير من العبادات, فيمكنك توزيع الطرود الرمضانية على العائلات والأسر الفقيرة والمحتاجة أو على دور الأيتام والمسنين ، بهدف إطعامهم وتزويدهم بما يحتاجون إليه .
ثانيا : افطار الصائم ومن الأعمال البسيطة في تنفيذها والعظيمة في اجرها , شراء كرتونه تمر وتوزيعها علي جيرانك أو المارة بالشارع ، أو تجهيز بعض الوجبات وتوزيعها , وبهذا تحصل على ثواب عظيم وهو ثواب افطار الصائم الذي قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : ” من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ، وكان مغفرة لذنوبه وعتق من النار”.
وأفضل الصدقة ما يكون في السر، حيث لا يشعر من تصدقت عليه بالمهانة أو المذلة لفقره واحتياجه , بل يسعد بشعورك الطيب تجاهه ويدعو لك بالخير وبهذه الدعوة تنال الرحمة والمغفرة .
صدقة على ذي الرَّحِم صدقة وصلة صِلة الرَّحِم صفةٌ من صفات عباد الله المؤمنين بالله واليوم الآخر, فصلة الأرحام والإحسان إلى الأقارب ومساعدتهم وإعطائهم ما يحتاجون إليه ثواب عظيم في رمضان فهو شهر الرحمة والخير , ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه “.
فالصدقة على الأرحام من الأمور التي خصّها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالذِّكر، فقال: (إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ ). كافل اليتيم مع النبي من أفضل أعمال البِرّ كفالة اليتيم ، وممّا يدلّ على أهميّتها وفَضْلها ما أخرجه البخاريّ عن سهل بن سعد الساعديّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)؛ فقد جعل الله -تعالى- منزلة كافل اليتيم في الجنّة إلى جانب رسول الله , فاذا كان لكافل اليتيم ثواب كبير طوال العام فثوابه هذا يتضاعف في رمضان .
“ولك مثله” رمضان شهر الدعاء ، فقد حثّ الله عباده على الدعاء بعد أن أمرهم بالصيام؛ لتتأكّد الرابطة بين الصيام والدعاء؛ فالله قريبٌ من العبد ويستجيب دعاءه، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ), وخير الدعاء ما كان للغير, فالمسلم يحبّ الخير لأخيه المسلم كما يُحبّه لنفسه؛ فيدعو الله له بأن يُفرّج همّه، ويزيل كربه، ويوفّقه في أمره، ويُعينه على الخير، ويدعو له بعد مماته كما دعا له في حياته؛ بأن يرحمه الله، ويغفر له.
و لا يشترط أن يستجاب دعاء المسلم لأخيه المسلم في الحال؛ فقد يدّخر الله أجر دعاء المسلم لنفسه أو لأخيه إلى يوم القيامة، وقد يدفع عنه سوءاً وشرّاً بمِثْل ما دعا به، ويكفي المسلم أن ينال فضيلة دعاء الملائكة له كلّما دعا لأخيه؛ فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن دَعَا لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ، وَلَكَ بمِثْلٍ).
دعاء اليوم الرابع من رمضان “اللهم أعنا على فعل الخير واجعلنا ممن يسابقون على فعله ،واستعملنا لطاعتك وسخرنا لفعل كل ما يقربنا اليك واجعل لنا بصمة خير في هذه الدنيا” ، “اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر ذنوبي وترحمني برحمتك يا أكرم الأكرمين يا الله.”