بقلم الشيخ محمد الغزالي
سيقنعونك أن الفقر ليس عيبا ، وأن الله يحب الفقراء أكثر ، وأن النبي عليه الصلاة و السلام كان فقيرا ، وأن القناعة كنز لا يفنى ، وأن الزهد فضيلة ، وأن الطمع زذيلة ، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء ، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء .
نوع جميل من المخدرات ، ستجعلك تتسمتع بفقرك ، تستلذ بحاجتك ، ترضى بضعفك و قلة حيلتك !!
لن يحدثك أحد عن عثمان وجيش العسرة ، ولا عن طلحة وسخائه ، ولا عن الزبير وعقاراته ، ولا عن ابن عوف وتجارته ، ولا عن ابن أبي وقاص وصدقاته ، رضوان الله عليهم أجمعين .
لن يحدثك أحد عن استعاذة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من الكفر و الفقر ، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف .
بل سيقولون لك إنه لا بأس أن تكون ( فقيرا ، ضعيفا ، محتاجا ) فحينها ، لن تسأل ، لن تنتقل لمرحلة تطالب فيها بأكثر من قوت يومك ، لتتساءل فيها عن الظلم ، عن الانبطاح ، عن الاستضعاف ، فحينها ، ستصبح مزعجا ، متطفلا ، متجاوزا لمكانتك ، حينها ستفكر ، ستخطط ، ستعمل ، و ربما لا سمح الله – ستنتصر !!
كل دعوة تحبب الفقر إلى الناس ٬ أو ترضيهم بالدون من المعيشة ٬ أو تقنعهم بالهون فى الحياة ٬ أو تصبرهم على قبول البخس ٬والرضا بالدنية ٬ فهى دعوة فاجرة ٬ يراد بها التمكين للظلم الاجتماعى ٬ وإرهاق الجماهيرالكادحة فى خدمة فرد أو أفراد. وهى قبل ذلك كله كذب على الإسلام ٬ وافتراء على الله.
…الشيخ الجليل محمد الغزالي رحمه الله….