بقلم / صلاح ضرار
جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، ومبعوث الرئيس الأمريكى جو بايدن لشئون المناخ، القاهرة، لتؤكد من جديد الاهتمام الكبير الذى توليه دول العالم بدور مصر الريادى فى قضية التغير المناخي، سواء بعد مشاركتها المتميزة فى مؤتمر جلاسجو للمناخ العام الماضي، أو من خلال استضافتها للدورة المقبلة من المؤتمر نفسه فى شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقبل.
وجاء استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى للمبعوث الأمريكي، وأيضا المحادثات التى عقدها معه وزير الخارجية سامح شكري، الرئيس المعين للدورة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ COP27، لتوضح لنا أيضا حجم التعاون والتنسيق بين مصر والولايات المتحدة فى مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يتوافق مع طبيعة العلاقة الاستراتيجية التى تربط بين البلدين، وعلى رأسها قضية المناخ.
ولا شك فى أن كل هذه الزيارات المتعاقبة، وتوافد المسئولين من الدول المختلفة على مصر لبحث قضية المناخ واستعدادات مؤتمر شرم الشيخ، توضح لنا أن المجتمع الدولى يضع ثقة كبيرة فى قدرة الدولة المصرية على استضافة حدث عالمى كبير، لن يكون مجرد احتفالية دولية كبيرة يلتقى فيها قادة الدول، وهو بالفعل كذلك، ولكنه سيكون فرصة جيدة للخروج بمؤتمر ناجح ينتهى بإعلان التزامات وتعهدات واضحة لمواجهة ظاهرة التغير المناخى من جانب، ولمواجهة التداعيات الاقتصادية والمجتمعية الناجمة عن هذه الظاهرة، من جانب آخر، بما فى ذلك المساعدات التنموية، والتمويل الأخضر، ودعم قدرات الدول النامية على مواجهة ما هو قادم، وهو ما نادى به الرئيس السيسى بالفعل خلال مشاركته الأخيرة فى القمة الإفريقية – الأوروبية ببروكسل، متحدثا عن الموقف الإفريقى تحديدا.
ومما يؤكد وجود هذه المؤشرات الإيجابية على مؤتمر مناخ تاريخى وناجح فى مصر ما ذكره جون كيرى أيضا فى القاهرة بشأن التزام إدارة بايدن بتخصيص مبلغ 12 مليار دولار، لتحقيق الأهداف العالمية للتكيف المناخي، وذلك باعتبار الولايات المتحدة ثانى أكبر الدول المنتجة للانبعاثات الحرارية، وأيضا بشأن الإصرار الأمريكى على خروج قمة شرم الشيخ بقرارات فعالة، وصولا لتنفيذ الحد من الانبعاثات الحرارية، والعمل على ألا تزيد درجة حرارة الأرض على ١,٥ درجة مئوية ، وتقليل الانبعاثات الغازية بنسبة ٤٥٪ عالميا بحلول 2045، حيث كشفت مناقشات جلاسجو عن أهمية إحداث تغيير فى الصناعة، والتوسع فى إنتاج واستخدام السيارات الكهربائية، وتطوير منظومة النقل، وهى خطوات بدأتها الدولة المصرية بالفعل منذ سنوات، علاوة على ما تتميز به مصر من قدرات فى مجال امتلاك موارد الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحولها إلى مركز عالمى وإقليمى للغاز الطبيعي، وإبداء قدرات واعدة فى مجال الربط الكهربائي، وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ما كشفت عنه زيارة كيري، وغيرها من الزيارات، أن مصر تقود العمل المناخى الدولي، وستؤدى مهمتها بنجاح، وبما يحقق مصلحة البشرية وكوكب الأرض