عاجل

# عزاء واجب
إعلام: من المتوقع إعلان وقف إطلاق النار في لبنان خلال 24 ساعة
وسط تفاؤل حذر.. أمريكا تؤكد العمل بقوة لوقف إطلاق النار في لبنان
إيلون ماسك: طائرات إف- 35 فاشلة ولا يستعين بها سوى الحمقى
تجدد الاشتباكات بين السنة والشيعة في شمال غرب باكستان بعد انهيار الهدنة بين الطرفين
ألمانيا تحاكم رجلا بتهمة احتجاز وإساءة معاملة امرأة في الغردقة
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن الإخوان المسلمين
من باريس إلى عمّان .. “النجمات” معرض يحتفي برائدات الفن والموسيقى العربية
“محبط ولن أعتزل قريبا “.. تصريحات نارية من محمد صلاح لجماهير ليفربول مع اقتراب رحيله (فيديو)
كوريا الجنوبية تستعد لنشر مجموعة جديدة من مقاتلات “إف -35”
الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
“علاقة مفاجئة” بين الضغوطات المالية وآلام الظهر عند كبار السن
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
الأمم المتحدة تدعو إلى حل سياسي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لتجنب آثار تتجاوز الشرق الأوسط
التهمت النيران كل شيء اشتعال بلدة بأكملها في الفلبين

عندما يكون الثلج كفنا

بقلم الكاتبة الجزائرية / يامنة بن راضى

 

بقدوم الثلج الذي يكسو الأرض ثوبا أبيضا مانحا أياها جمالا لا يضاهى فتتزين كعروس في أبهى مفاتنها، يبتهج البشر والطير والشجر وجميع مخلوقات الباريء عز وجل بهذا العرس الطبيعي الجميل، إلا أن هذا الزائر الأبيض ومن المفارقات العجيبة قد يقسو أحيانا كثيرة على بني آدم فيحول أفراحهم الى أتراح ، كتلك الوقائع الأليمة الممزقة للافئدة التي حصلت مؤخرا في مخيمات اللاجئين السوريين، حين خطف هذا الثلج أرواح فلذات أكبادهم، فبدل أن يجعل يومياتهم الطفولية اليتيمة كأقرانهم في أغلب بقاع الدنيا ممتعة بين المرح واللعب والشغب اللذيذ وهم يتقاذفون كرات الثلج ويتزحلقون، تحول هو كفنا لأجسادهم الطرية ..

يقول فولتير” الطبيعة لها قانون يمثل الغريزة التي تجعل الإنسان يدرك شعور العدالة”، يا ليت هذا الفولتير عاش بيننا اليوم وبالتحديد في خيام النازحين من أهل سوريا، لأدرك هو كيف أن الثلج الذي يعد من أجمل هبات الطبيعة الربانية ابتلع أطفالا كالزهور الندية كانوا يحلمون ببراءة عادلة في وطنهم، وهم يواجهون ضراوة الشتاء وزمرير الرياح بخيام بالية تنعدم فيها أبسط الضروريات، بعد أن تكالبت على ذويهم ظروف قاهرة وسياسة لعينة وزمن جاحد وشعارات النفاق الدولي، ولاريب ظلم ذوي القربى الذي كان أشد مضاضة من كل هذه المآسي ..
انها لقاصمة للظهر تلك الحلقات المتتالية لمسلسل الموت المجاني الذي بات يعبث بأرواح المواطنين العرب وأطفال العرب على مرأى ومسمع عالم مادي يتشدق بالشعارات ولا يجيد إلا لعبة المصالح ..المصالح وكفى ..ففي وطني العربي من لم يمت بنار الرصاص ولهيب القذائف أردته الطبيعة قتيلا، لا يماري أحد أن عائلات اللاجئين في هذه الأيام الشتوية القاسية تتوسل للثلج أن يهطل في بلاد أخرى حتى لا يقطع أنفاس المزيد من الأحبة …

جاء في الأثر أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب قال:” لو أن دابة تعثرت بأرض العراق لخشيت الله أن يسألني لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ” ، فهذا الفاروق يخشى أن تتعثر دابة في الطريق قد يكون حيوانا ..فما بال هؤلاء الحكام وأولياء الأمور في أيامنا هذه لا يشعرون بوخر الضمير وهم يشاهدون ويسمعون كيف يفتك الموت بالعشرات والمئات أحيانا من بني جلدتهم ، من المؤكد أن إقامة هذا الضيف الطبيعي لن تطول بيننا رغم أن بياضه هو ما نحتاج له فعلا كدواء لقلوبنا المريضة ..
يقول الشاعر” فليت دام هذا الثلج …واغتسلت به القلوب ولم يترك عللا .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية