بقلم : امل مصطفي
قال الإمام علي – رضي الله عنه : النفسُ تبكي على الدنيا و قد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيـهـا … و النفس تعلم أني لا أصادقهـا و لست أرشدُ إلا حين أعصيهـا … اقترنت كثيرا كلمة الجهاد بالحرب و لكن هناك جهاد آخر اكبر و اعظم و هو جهاد النفس ، فهو جهاد ايضًا فى سبيل الله …
حين يخبرونك عن جهاد النفس الحقيقي ، أخبرهم أن أصدق جهاد هو قدرتك على أن تبقي هذا القلب نقياً ، صالحاً للحياة بطهرٍ و إنسانيه ، بعد كل ما يمر بك من مفاجآت ، و عثرات و إنكسارات و هزائم .
و كإنك دائما فى الصفحة الأولي فى السطر الأول من مشوار العمر …! جهادك الحقيقي هو جهادك مع قلبك كي يبقى ابيض رغم كل تلك المعارك فلا تتغير ملامح الإنسان فيك ابدا..! اطمئن لتدبير الله و حكمته و لتعلم أن الخيرة في اختياره فأصبر ، و لا تيأس أبدًا من لطف الله و رحمته ، و تذكر قوله تعالى : “وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ ” فلا تفقد صبركَ إن ضاق بك الحال و تنسى أن العطاء الجميل يأتي بعد صبرٍ جميل.
سُئل الشافعي – رضي الله عنه – “أيُّ الأحوال أحبّ إلى الله العطاء أم البلاء ؟ فقال : ما جاءَ العطاءُ إلا بعد البلاء فاصبر على البلاءِ تُبشَّرُ بالعطاء …!! ، فكن مع الله يكن معك في كل أحوالك استعنْ به و توكل عليه فهو نعم المولى و نعم الوكيل … طبتم و طابت جمعتكم بكل خير …