بقلم : محمود السعدنى
“يعيش المواطن في العصر الحميري أغلب حياته في ظل الوهم و في ظل الخديعة ، و يعيش في انتظار الوهم الذي سيتحقق بفضل قيادة و توجيهات و تعليمات و إرشادات و تخطيطات الزعيم الملهم ، مارشال البر و البحر و الجو ، و الوريث الوحيد و الأكيد “لخالد بن الوليد و القعقاع و الظاهر بيبرس و علي بيك الكبير و علي بيه لوز” … أنت تتكلمين عن عالم طبيعي و أنا أتكلم عن عالم حميري ، فالمارشالات تبعنا لا يحاربون أعداءنا إلا في الإذاعة ، و يتصدون للإمبريالية في الصحف و الجرائد السيّارة ، و هم في أعماق أعماقهم يتمنون أن يبقى العدو لا يبرح مكانه ، لأن وجود العدو داخل أراضينا ، يجعل منه شمّاعة يعلق عليها المارشالات كل أخطائهم و خطاياهم ، و بسبب العدو الذي لم يجرؤ مارشال واحد منهم على التهويب نحو حدوده ، و تضيق السجون بالأحرار ، و تلتف حبال المشانق حول رقاب المعارضين ، و بسببه أيضا تختفي الديمقراطية و يُسحق المواطن المسكين تحت الأقدام”