بقلم : فاروق جويدة
كنت شاهدا على معركة نجيب محفوظ و يوسف إدريس حول جائزة نوبل و من كان الأحق بها .. و أنا على يقين أننا أمام كاتبان كبيران ، و الخلاف هنا لا يعنى إهدار قيمة أحدهما أو تفضيل واحد على الآخر ، و لكنها حقائق التاريخ حتى و إن اختلفت عليها بعض الآراء .. نتوقف عند هذه الذكريات .. اسمح لي أن أقدم لكم نفسى أنا الدكتور “أحمد يونس” طبيب الأطفال دفعة يوسف و زميله فى الجلوس مع صلاح حافظ أيام الكلية و جاره فى السكن و طبيب أطفاله .. أنا من قراء مجلة «تايم» و «نيوزويك» و فى أحد الأيام قرأت فى «نيوزويك» أن يوسف كان فى القائمة القصيرة فى جائزة نوبل ، و إن كان لم ينلها هذا العام أخبرته بذلك و قلت له : يبقى السنة الجاية أنت اللي تأخذها .. طلب منى المجلة و أرسلتها له و لمدة سنةً و هو متأكد أنه سيحصل عليها ، و للصدف الغريبة كان يسمع محطة الـ «بي بي سي» و هو يتكلم فى التليفون فسمع آخر الخبر (و هو أول أديب مصري يحصل عليها) ، فتأكد أنه هو المقصود و ظل منتظرا ملخص النشرة و كانت الفاجعة .. و لذلك كان انفجاره الشديد عندما اتصل به الصحفيون يسألون عن رأيه.
دكتور/ أحمد يونس أرى أن نجيب محفوظ هو الأحق بنوال جائزة نوبل و ما كان ليوسف إدريس هذه الثورة من الغضب و الهجوم عليه .. إذا كان يوسف إدريس يعتبر نفسه جديرا بهذه الجائزة ، فهي أيضا من حق من يقفون معه على نفس الصف من المستوى و هم كثيرون إحسان عبد القدوس ، و أمين يوسف غراب ، و يوسف القعيد ، و جمال الغيطانى ، و صنع الله إبراهيم و عشرات من الأسماء .. أما نجيب فهو العالمي والسابق بخطوات ، فرواياته ليست مجرد روايات و إنما معارف تصقل عقل القارئ و تمتعه ، فيها خليط من التاريخ و المنطق و علم النفس و الفلسفة و بنيان قوى و حبكة ، و لا مجال للمقارنة أو المقاربة هناك فروق واضحة.
مهندس / طلعت كامل خليل كان نجيب محفوظ رائد الرواية العربية بلا منازع ، و كان يوسف إدريس أحد فرسانها الكبار ، و الحديث الآن عن الجائزة قد يكون فى غير مجاله و لكنه التاريخ.