بقلم دكتورة : أميرة النبراوي
سألتني هل الحب سلوك و مواقف أم كلام جميل و عيون تتلاقى و أشواق تحترق .. أحيانا نجد إنسانا يجيد الكلام و حين تحتاجه أمام ظروف صعبة لا تجد غير الفراغ .. بل قد ينسحب سريعا بعد ابتزاز مشاعرك و وقتك وربما اكثر .. و هناك إنسان آخر لا يتكلم كثيرا و لكن مواقفه تؤكد دائما صدق مشاعره .. و لهذا أتوقف كثيرا أمام نفسى و أنا أشاهد صخب الكلمات و هي تتزاحم كعقود الورد بينما تغيب اللحظة التي اشعر فيها بالحب فعلا و إحساسا قلت : لا هذا و لا ذاك هو الأفضل .. أحيانا نفتقد الكلمة الجميلة و فى أحيان أخرى تكفى وردة في صباح جميل و لكن حين يفرض الزمن سطوته و نجد أنفسنا في لحظة احتياج هنا لا بد ان يتأكد الكلام بالسلوك و لا تكفى مشاعر المواساة .. ان موقفا صادقا يمكن ان يغنى عن آلاف الكلمات كما ان الكلام أحيانا يفقد كل شيء حين تغيب المواقف .. و ما أجمل ان تجتمع الكلمة مع الفعل ان يكون الحوار متكاملا بين الموقف و الكلمة والغريب ان هذا لا يحدث فقط في دنيا الحب .. ان الكلمات تفقد معناها في السياسة حين لا يساندها الموقف .. و الموقف في بعض الأحيان يختصر كل الكلمات و لكن الكلمة أحيانا تأتى باردة ثقيلة لا مكان لها من الإعراب .. حين تجد إنسانا في محنة لا يكفى ان تواسيه بكلمة و حين تجد إنسانا يحتاج اليك و ترسل له بطاقة معايدة فهذا أيضا لا يكفى .. ان الإنسان في النهاية موقف حتى لو غابت الكلمات و لكن البعض يتصور ان سوق الكلمات أكثر رواجا و هناك أيضا من يرى ان الهدايا تكفى .. و لكن الأرجح ان المواقف هي التي تصنع التواصل و تكشف حقيقة المشاعر فما أكثر الكلمات التي تبخرت مع الأيام و لم يبق منها شيئا .. و بقيت بعض المواقف الصغيرة التي سكنت الوجدان .. ان الإنسان لا ينسى أبداً يدا امتدت إليه و أخرجته من الأمواج الصاخبة و هو قد يعيش لحظة مع كلمة جميلة يسمعها و حين يحتاج من يقف بجواره لا يجد شيئا .. الكلام شيء جميل ورائع ولكن المواقف هي التي تكشف معادن البشر الموقف هو الذي يعرفك مكانتك و وضعك الحقيقي في قلوب البشر و هل كان الكلام فض مجالس أم موقف حقيقي يقول لك انا بجانبك انا سندك ألقي بكل همومك عندي و انا أتحمل واقف أواجه معكي الحياه نعم الكلام ليس كافي إنما الحياه تحتاج الموقف