كتب / رضا اللبان
اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته، ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته. وصار الرجل يدلل الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح، حتى يتعرف على الدروب والطرق.. ولا يتوه حين يرجع للبيت وحده.
وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل، فحزن الحمار ولم يقبل النزول..
فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه..
توسل له صاحبنا مرات عديدة..
وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة، أبداً لم يقبل الحمار النزول..
لكن الحمار دق رجله علي السطح، وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه…
البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار.
فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل..
وخلال دقائق..
إنهار السقف بجدران البيت ومات الحمار.
فوقف صاحبنا عند رأس حماره الميت وهو ملطخ بدمائه.. وقال:
“والله الغلطة مش عليك الغلطة عليا أنا اللي طلعتك للسطح.
من الصعب إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقي..
لا يُلام إلا من أوصلهم لذلك المكان..
فعند تعيين أناس غير مناسبين في مواقع القرار، فلا عجب من إنهيار المنظومة وتصدع البيت..
الحمير كثرت… ” لأن من يصعد السطح منهم، لا يقبل أن ينزل قبل أن يهدم البيت.””