حوار حسن اللبان
أكد المهندس كامل الوزير، وزير النقل، أن تكرار الحوادث في السكة الحديد أكثر شىء آلمه، خاصة أنها جاءت بعد أن بدأ المواطن يشعر بنتائج التطوير الذي تم إنجازه في «المرفق». وأضاف، خلال حواره أن هذه الحوادث زادته إصرارا على مواجهة التحديات في هذا المرفق الذي واجه إهمالا لسنوات طويلة، وسيتم العمل على تحليل كل حادث للاستفادة منه وتفاديه في المستقبل، وإلى نص الحوار:
■ بعدما أنجزت مجموعة من المشروعات المهمة مثل القطار السريع وأصبح واقعا، وتم تحديد شهر أغسطس للتشغيل التجريبى للقطار الكهربائى، وبدأ العمل في «الخط الرابع»، ما شعورك بعد الحوادث المتعددة؟
– شعور مؤلم، خاصة أن هذه الحوادث نتج عنها ضحايا في الأرواح وهى أكثر شىء آلمنى، وجاءت هذه الحوادث بعد أن بدأ يشعر المواطن بنتائج التطوير التي أنجزناها في مرفق السكة الحديد، حيث وصل ٣٠١ عربة ركاب جديدة من إجمالى ١٣٠٠ عربة تم التعاقد عليها مع تحالف ترانس ماش الروسى المجرى، والانتهاء من قطاع كبير من مشروع كهربة الإشارات مما حسن من مواعيد القطارات ووصول ١١٠ جرارات جديدة من شركة جنرال إلكتريك.
■ ألم تشعرك هذه الحوادث أنه لايزال هناك تحديات تواجهك في هذا المرفق؟
– هذه الحوادث زادتنى إصرارا على مواجهة التحديات في هذا المرفق الذي واجه إهمالا لسنوات طويلة، وبعيدا عن أسباب الحوادث التي تحقق فيها النيابة العامة والتى ستكشف الأسباب الخاصة لكل حادث، وسنعمل على تحليل كل حادث للاستفادة منه وتفاديه في المستقبل، وأنا أهتم بالعنصر البشرى وتنميته، ومنذ أن تشرفت بتكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن أتولى حقيبة وزارة النقل، قلت إن مرفق السكة الحديد سينهض بأبنائه وسيكون في طليعة المرافق في مصر، ورفضت الاستعانة بكوادر من خارج القطاع رغم أن أناسا كثيرين وجهوا لى اللوم، ولكنى مازالت مؤمنا بكوادر وأبناء السكة الحديد في تحقيق الذي ما يلبى طموح المواطن والدولة في أن يكون لدى مصر سكة حديد على المستوى الذي يرضى المواطن.
■ هل ستكون هناك خطة جديدة بعد سلسلة الحوادث؟
– قبل الحوادث الأخيرة تركيزى كان على العنصر البشرى وتدريبه ليس في معهد وردان فقط الذي تحول إلى أكاديمية للتدريب، ولكن يتم حاليا التدريب في الكلية الحربية مثلا بهدف تعليم المتدرب الانضباط والكفاءة والإدارة، ودائما في جميع زياراتى أجتمع بكل الطوائف، وأستمع إلى كافة اقتراحاتهم وأتلقى بالفعل هذه الاقتراحات والقابل للتنفيذ منها أعطى تعليمات بالتنفيذ فورا، كما قمت بتعديل حوافز لوائح العمل وساعات العمل، حيث أصبحت ٧ ساعات عمل يوميا منها ساعه راحة من ١٢- ١ ظهرا، العامل يتناول وجبة الغداء ويصلى، وكل ساعة عمل إضافية لها مقابل، كل هذا لتحفيز العامل.
■ لماذا اتخذت قرارا بأن القطارات الجديدة تديرها شركات أجنبية؟
– جميع القطارات الجديدة سيكون التشغيل فيها بإدارة أجنبية لمدة ١٥ سنة، ولكن العمالة ستكون مصرية. بعدها سنقرر هل تستمر الإدارة الأجنبية أم تتسلمها الإدارة المصرية، لأننا سنستفيد من الخبرات الأجنبية في الإدارة وطبقنا هذه التجربة في الخط الثالث للمترو والقطار الكهربائى، حيث تم التعاقد مع شركة rtap الفرنسية التي تدير خطوط المترو في العالم.
والاحتكاك بالمدارس الأجنبية في الإدارة سيفيد، وكل هذا لصالح تقديم خدمة للراكب، وفى الوقت نفسه فإن تحديد سعر التذكرة سيكون مسؤولية وزارة النقل، هي إدارة وتشغيل فقط.
■ قمت بزيارة دولتى السودان وليبيا، ما هي فرص التعاون مع الدولتين؟
– الزيارة للسودان وليبيا في غاية الأهمية لأسباب متعددة، في مقدمتها العلاقة المتميزة مع الدولتين الشقيقتين، في السودان اتفقنا على عدد من المشروعات المهمة، وهى الربط بالسكة الحديد من مدينة أبوسمبل حتى حلفا، وهذا المشروع تقوم بدراسته على أرض الواقع جامعة القاهرة، وننتظر التمويل حاليا، وأيضا مشروع تطوير ميناء حلفا النهرى والذى تقوم به الحكومة المصرية، ومشروع رفع كفاءة أوناش ميناء بورسودان، وأيضا القيام بعمرة مواتير جرارات السكة الحديد السودانية في ورش ايرماس، بالإضافة إلى مشروعات التدريب للفنيين السودانيين في مصر، وعلى مستوى شبكة الطرق تقدم مصر كل الدعم وتقوم وزارة النقل برفع كفاءة وتطوير طريق القاهرة- كيب تاون حتى ميناء ارقين الحدودى مع السودان وذلك لزيادة التبادل التجارى مع السودان الشقيق.
أما بالنسبة لليبيا، فهى دولة تفضل مصر وعلاقتنا متميزة مع الجميع والعمالة المصرية تفضل العمل في ليبيا، واتفقنا خلال زيارتنا مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، على تنفيذ عدد من المشروعات، ففى مجال الطرق تم الاتفاق على تنفيذ رفع كفاءة ٢٥ طريقا بين المدن الليبية، كما تم الاتفاق على تشغيل خط ملاحى بين ميناء الإسكندرية والموانئ الليبية، بالإضافة إلى التعاون في مجال السكة الحديد، خاصة أن هناك مشروعا توقف وهو إنشاء مترو أنفاق في طرابلس، ولكن المشروع توقف حيث قامت الشركة بتوريد العربات، ولكن لم تنشئ السكة بسبب اندلاع الثورة في ٢٠١٢، كما ستقوم مصر بتدريب الفنيين الليبيين في جميع قطاعات النقل. الخلاصة أنه سيتم تسخير جميع إمكانيات مصر لصالح مشروعات التنمية في البلدين.
