بقلم – د.هبة عبد العزيز
تابعت فى الآونة الأخيرة حالة الجدل المدقع حول العنف الزوجى واغتصاب الزوجات وما شابه، من فنون كبت المرأة بأشكال مختلفة تعج بها الصحف يوميا ومحاكم الأسرة كذلك، والمشكلة الأزلية هى حالة القهر العام التى تصيب حواء الشرق من جراء تسلط المجتمعات الذكورية، وفى أحسن الأحوال سوف نفترض حسن النية وأن ما يحدث من أعاصير عاطفية وزلازل أسرية وشروخ حسية وصراعات أبدية ربما نتاجا لحالة من سوء الفهم بين آدم وحواء، وربما نتيجة لتراكم من الموروثات الثقافية منتهية الصلاحية.
ولست بصدد سرد وتأريخ لقهر المرأة وظلمها وحقوقها المبتسرة فى المجتمعات الذكورية.. إنما أحاول تعليل وتفسير لحياة قائمة.. أرفع فيها الغطاء عن جهازى الأنثوى لأفحص تركيب المحرك الذى تطلقون عليه الطبيعة الأنثوية أو الطباع النسائية المتحكمة فى مصيرنا.. مما تتكون؟.. وما السبل المثلى للتعامل الآدمى معها حتى تسير بأعلى معدلات الكفاءة والقوة؟.
فقد خلقت أنثى ولا أحد يملك اختيار نوعه، فلماذا لا نسعى للتعرف سويا على طبيعة المحرك الأنثوى الذى يحبسنا دائما داخل أعطاله المتكررة والناجمة عن الجهل الذكورى و«الغشومية الآدمية».
واللافت للنظر أن النساء تعددت والرجل واحد، هذا الذى يعلنها صريحة «أنثى واحدة لا تكفى» فهو يريد حنية الأم وتدليل الحبيبة واحتواء الأخت واهتمام الابنة ومحادثة الصديقة ومؤثرات مارلين مونرو التى تعزف على غرائزه وتشبع شهواته الهادرة.ولم يقف أمام نفسه ليبحث عن هذا النزح من الاحتياجات الذى لا ينضب.
حضرة عزيزى آدم أعرف أنك تريدها أنثى تفوح منها عطور الرغبة والإثارة فضلا عن المهارة والشطارة فى إدارة شئونك ومفيش مانع من شوية عضلات للجلد والصبر والتحمل لأعباء الحياة..وهذا حقك ولن أنكره عليك.. ولكن هل تتعامل معها كأنثى فعلا؟ هل تتفهمها..تحتويها..تحتضنها.. تقويها.. تجدد طاقاتها.. تمتص أحزانها.. تشاركها همومها..؟
ولماذا يعانى البعض اليسير من شيزوفرينيا متقدة دائما ما بين الرغبة الجارفة نحو أريج الأنوثة والغضب الساطع نحو الأنثي؟ نعم..
تصبح الفتاة مواطنة من الدرجة الثانية فى منزل والدها حين يكون لها أخ فتقوم برعايته وخدمته، وتوقع على عقد غير مرئى بضرورة الالتزام بالمحاذير على طريقة شكل ملابسها ووقت خروجها وعودتها وإمكانية السفر.. فنخلق جيلا جديدا من المتسلطين والعابثين والمتحرشين.
قبل أن تتسرع وتدرج اسمى على قائمة «الفيمينست» أو تعتبرنى عضواً ناشطاً فى الحركات النسوية، سوف أقسم لك أننى لا انتمى الى حركة أو جماعة.. أنا مجرد امرأة تنتمى للمجتمع الأنثوى.. ولم أعلن يوما عن وجوب التخلص منك أو التخلى عن وجودك فى حياتى فلن تستقيم الحياة دون أن نتكامل أنا وأنت.
فالأنوثة فى هذا المجتمع الشرقى المحكوم بكهنوت الشيوخ هى الثمرة المحرمة على بنات حواء، وهو على عكس الفطرة التى خلقت عليها والتى يعتبرها المجتمع ميوعة ومحاولة لإثارة الفتن، وبناء عليه تربى الفتاة على أن مكوناتها الأنثوية أسلحة دمار شامل فلابد من دفنها حتى يأتى «ابن الحلال ويشيل الجمل بما حمل»! والحقيقة أنها تملك نفس الحواس وتحتاج نفس الاهتمام لإشباعها الا أنك يا عزيزى تقلص كل هذا فى مقولة «الراجل ما يعيبوش الا جيبه