مقال د. سيد رشاد
لايرى..لكنه جعل الكون كله يرى ..كيف يكون امتزاج الفرح بالشجن،فى قلب.. اختارنبضه النغم.
هو”رحلة الضوء الجميل،وصاحب مقام الخلود،العبقرية المصرية الموسيقية الفذة عمار الشريعى.. ابن «سمالوط» الذى ولد مكفوفا لكن فقدانه البصر، لم يمنعه من أن يصبح واحدا من أكبر المجددين فى الموسيقى العربية، حيث قدم على مدار أربعين عاما إبداعات عبقرية على صعيد التأليف الموسيقى، وله علاماتٌ وبصماتٌ في الموسيقى الغنائية المصرية،كما نقل فن الموسيقى التصويرية نقلة تاريخية، حيث أدخل العديد من الآلات الشرقية، وخصوصا آلة العود إلى جانب الآلات الحديثة مبدعا موسيقى تصويرية معبرة عن المضمون الدرامى، بل أصبحت موسيقاه رمزا للعمل الدرامى وليس العكس، وقد حفرت كلها بلا استثناء مكانتها التى لا تنازع فى قلوب ملايين المصريين والعرب، فضلا عن تقديمه عشرات الألحان التى تجاوزت 150 لحنا لمعظم مطربى مصر والعالم العربى، كذلك قام بتأليف كونشرتو لآلة العود وأوركسترا ومتتالية على ألحان عربية معروفة وعزفهما مع أوركسترا عُمان السيمفونى عام 2005، وشارك فى إنتاج عينات من الآلات التقليدية والشعبية المصرية والعربيةعالميا، وابتكر العديد من الإيقاعات الجديدة وأعاد من خلالها صياغة وتوزيع العديد من المقطوعات الموسيقية والأغنيات،وهو أحد أكبر نقاد ومحللى الموسيقى العربية الذى قاد حملة تنوير موسيقية غير مسبوقة عبر برنامجه الأشهر «غواص فى بحر النغم» بل وصل الأمر إلى تطويره آلة الأورج فى تحد عجيب لإعاقته، نظرا لصعوبة وتعقيد هذه الآلة التى تعتمد بدرجة كبيرة على الإبصار، ووسط كل هذا الزخم،لم ينس عمار الشريعى رفقاءه من ذوى الإعاقة البصرية،حيث كان رائدا فى إنتاج برنامج “جود فيل” الذى يقدم النوتة الموسيقية بطريقة برايل للمكفوفين.
رئيس مجلس الإدارة
رضــــــــــــا يوســـــــــــف
رئيس التحرير
د / حــــــسن اللـــــــــــــبـان
مستشار التحرير
د / السيد رشاد برى
Menu