كتب / رضا اللبان
لا يمر على زوجتي شهر إلا وقد صبغت شعرها بلون يختلف عن سابقه أعلم أنه يربكها تسمري أمام التلفاز وأنا أتأمل في خشوع الصهباء والشقراء وكأنها تخبرني في كل مرة تصبغ فيها هذا الشعر أنها ليست أقل في شيء من اولئك النسوة لكني لا أستمع …
أنسى هاتفي كثيرًا وأظنها تعلم بخصوص الفتيات اللاتي أحدثهن لا يعقل أن هناك امرأة في كل هذا العالم لا يعتريها الفضول بخصوص هاتف زوجها لكنها لا تقول شيئًا رغم أني في كل مرة أنسى فيها هاتفي أعود الى البيت متوقعًا أن تنفجر في وجهي كقنبلة في اللحظة التي أفتح فيها الباب أو ربما لا أجد من ريحها شيئًا سوى أثار الرحيل لكنها تقابلني بإبتسامة و سؤال عن يومي .
أنا زوج سيء لكن ذلك لا يجعل منها سوى زوجة أفضل أنها تقابل اهمالي بمزيد من الإهتمام، أنا على ثقة أن بعض الرجال قد يُقتلون أو يقتلون من أجل امرأة كهذه لكني أضعها على الرف ككأس نحاسي فزت به منذ سنوات في بطولة تغيب عنها كل المنافسين لست أفخر به وليس يقيه من سلة القمامة سوى خوفي من أنا لا أجد له بديل يملأ مكانه على ذلك الرف …
لقد عدت اليوم إلى البيت لم أجدها تنتظرني كالعادة لم اسمع صوتها وهي تدندن لحن أغنيتها المفضلة في المطبخ ناديت بإسمها لكنها لم ترد، دخلت غرفة النوم فوجدتها نائمة دون حراك دون إبتسامة تزين وجهها الجميل لقد نال منها الموت ، لا لقد نلت منها أنا، لقد قتلتها طوال تلك السنين في اللحظة ألف مرة كانت هناك ورقة ملقاة على السرير كتب عليها “أرجو أن تسامحني لأني لم أعرف كيف أجعلك سعيداً ” المضحك في الأمر أني سألبس لأول مرة بذلتي السوداء التي إشترتها لي زوجتي في عيد ميلادي، هي مناسبة لي تمامًا لكني لم ارتديها قبلًا كي لا أجعلها تشعر أنها فعلت شيئًا جيدًا، كنت أبخل عليها حتى بهذا الشعور، سأرسم دمعة على خدي وأقف هناك اتلقى التعازي وكلمات المواساة سيشفق الحاضرون على حالي..أنا الرجل المفجوع الحزين.. أنا زوج هذه المرأة المجنونة..
أنا الشيطان أيها السادة وأرجو منكم أن……..؟
#منقول..